واصل كبار المفاوضين من السودان وجنوب السودان، اليوم الأربعاء، أول محادثات بينهما منذ النزاع الحدودي العنيف الشهر الماضي، والذي أوشك أن يدفع البلدين إلى حرب جديدة. والمفاوضات التي تُجرى في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، برعاية الاتحاد الإفريقي، ترمي إلى تسوية الخلافات القائمة بين البلدين، بعد أكثر من 10 أشهر على تقسيم السودان.
وأبدت جوبا الأربعاء، ترحيبا حذرا بإعلان الخرطوم سحب قواتها من منطقة إبيي المتنازع عليها، بعد عام من اقتحامها ما أدى إلى فرار آلاف من سكانها.
وقال بارنابا ماريال بنجامين، وزير إعلام جنوب السودان: "نرحب بالطبع بقرار الجمهورية السودانية وهو دليل سلام". ويتوقع المسؤول أن يترجم الإعلان على الأرض؛ لأن الخرطوم على حد قوله: "تقول شيئا وتفعل شيئا آخر".
وكانت الأممالمتحدة، أكدت أمس الثلاثاء، أن القوات السودانية انسحبت من إبيي التي يطالب بها السودان. والانسحاب تقرر في اليوم الذي استأنف فيه البلدان مفاوضات السلام المعلقة منذ مطلع إبريل، بعد معارك عنيفة غير مسبوقة، منذ استقلال جنوب السودان، في يوليو 2011.
وإبيي التي احتلتها قوات الخرطوم منذ عام، نقطة خلاف أساسية بين السودانين. لكن بصورة عامة على الخرطوموجوبا الاتفاق على ترسيم حوالي خمس حدودهما المشتركة. وقالت الخرطوم إنها لن تناقش مسائل من بينها المناطق المتنازع عليها والمواطنة، إلا بعد حل جميع المخاوف الأمنية المهمة.
ولم يتسرب حتى مساء الأربعاء أي شيء بعد عن تقدم المحادثات. ويتبادل السودان وجنوب السودان الاتهامات بدعم المجموعات المتمردة على أراضي البلد الآخر. وخاض السودان وجنوب السودان حربًا خلفت أكثر من مليوني قتيل منذ العام 1983 وحتى 2005.