تجمع عشرات اليمنيين يوم الاثنين 28 مايو في ساحة السبعين، بوسط العاصمة صنعاء؛ حدادا على ضحايا التفجير الانتحاري الذي وقع يوم 21 من مايو وقتل فيه أكثر من 100 جندي، وزعم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هذا الأسبوع مسؤوليته عن الهجوم الذي نفذه رجل يضع زيا عسكريا، فجّر حزاما ناسفا خلال تجربة عرض عسكري عشية احتفال اليمن بعيده الوطني. ووضع ناشطون زهورا على صور الجنود القتلى، التي حملتها لوحة في الساحة، ثم تجمعوا في حداد على ضوء الشموع بعد هبوط الليل. وحرص كثير من الرجال والنساء والأطفال الحاضرين على تسجيل كلمات عزاء في دفاتر أعدت لذلك الغرض.
وقالت ناشطة حقوقية، تدعى سحر عبد الله: "رافضين.. رافضين.. رافضين للمبدأ الذي قتل بسببه أبناء القوات المسلحة بكل المناطق سواء كانت مجزرة السبعين أو حتى في أبين أو الجوف ومناطق كثيرة في اليمن".
واشترك في التجمع الحاشد بعض ضباط الجيش الذين تعهدوا بتقديم المسؤولين عن تدبير الهجوم الذي أودى بحياة رفاقهم في السلاح إلى العدالة، وقال ضابط في الجيش اليمني، يدعى شرف علي "الإرهاب هو عدو للعالم كله وسنظل نلاحق هؤلاء الخونة والقتلة ومن كان وراءهم في هذه الجريمة وحتى نسلمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل".
ومع استمرار القتال بين الجيش اليمني والمتشددين في الجنوب، ذكرت تقارير أن ما لا يقل عن 22 متشددا لاقوا حتفهم أثناء اشتباكات خلال الليل، وفي غارة جوية في الجنوب يوم الثلاثاء (29 مايو). وسقط زهاء 15 من هؤلاء القتلى خلال معارك شمالي بلدة جعاز، أحد معاقل المتشددين في محافظة إبين. ولا يزال القتال مستمرًا في المنطقة بين الجيش والمتشددين.
وطالب الناشطون الذين شاركوا في الحداد على ضحايا ساحة السبعين بتشديد إجراءات الأمن. وقالت ناشطة تُدعى سماح الشغدري: "نطلب من وزارة الداخلية أن تعزز الأمن أكثر من اللازم. لا نريد أكبر قدر ممكن من الدماء تسفك... من دماء اليمنيين من أي فئة كانت لأنها خسارة كبيرة على الوطن".
وسيطر متشددون تربطهم صلات بتنظيم القاعدة العام الماضي على مساحات من الأرض في جنوب اليمن، بينما كان الرئيس السابق علي عبد الله صالح يواجه انتفاضة شعبية ضد حكمه. وتخلى صالح في آخر المطاف عن السلطة ثم اختير نائبه عبد ربه منصور هادي، في نوفمبر تشرين الثاني ليخلفه في منصب الرئيس.
وتراقب الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في الخليج بقلق متزايد تدهور الأوضاع الأمنية في اليمن. وزادت الولاياتالمتحدة ضرباتها الجوية بطائرات بدون طيار على أهداف في اليمن، تقول إنها ربما تخطط لتنفيذ هجمات عليها. كما استأنفت واشنطن تدريبات عسكرية، تهدف لزيادة قدرات قوات الأمن اليمنية وتأهيلها لاستعادة السيطرة على أنحاء البلد.