تولى الدكتورة إيناس عبدالدايم رئاسة دار الأوبرا المصرية جاء فى توقيت حرج. فهو يعد مغامرة كبيرة فى ظل حالة الضبابية التى يعيشها المشهد السياسى والتى انعكست على الشارع المصرى وكل أشكال الحياة. أصبح أى مسئول يتولى مؤسسة أو وزارة يدخلها وهو يحمل كفنه على يدة. فمستقبله مرهون بمدى رضا الناس. ورضاهم ليس له علاقه فى أغلب الأحيان بمدى الانجازات التى من الممكن أن يحققها. رضاهم فقط بما يمكن أن يحققه من مردود تجاه مطالبهم.. إلى جانب أن كل المسئولين فى البلد الآن يعون جيدا أن مستقبلهم فى المكان مؤقت ومرتبط بانتخاب الرئيس القادم. اذن كل عناصر المغامرة متوفرة فى كل المناصب الآن. سألت إيناس عبدالدايم حول أسباب قبولها المنصب فى هذا التوقيت وإلى أى مدى من الممكن أن تقدم فكرا جديدا ليصل بالأوبرا إلى مرتبه افضل ، ورؤيتها حول مستقبل المهرجانات التى تنظمها خلال الصيف القادم وماذا عن مهرجان الموسيقى العربية بعد الإعلان عن الاستغناء عن خدمات الدكتورة رتيبة الحفنى بشكل مفاجئ ومن الشخص الذى من الممكن أن يحل محلها.
قالت: أى منصب جديد لابد وأن يشعر الإنسان مع الأيام الأولى له بحالة رهبة خاصة إذا كان فى ظل ظروف استثنائيه تمر بها البلد. وأنا شخصيا لم يكن لدى مساحة من التفكير. وبالتالى أيقنت أن الاعتذار غير مقبول والبلد فى هذه الظروف وسألت أهل بيتى ووجدتهم يدعموننى فى هذا الاتجاه. وأنا أحد أبناء الأوبرا وكان لدى ادوار سواء كعازفه ثم كمدير للاوركسترا كل الحكايه اننى سوف استكمل المشوار بأعباء أكثر شوية. أما عن طول أو قصر الفترة ووجودى مرهون بوجود الحكومة الحالية او التى تليها فهو امر لا يعننينى المهم أن اقدم خلال وجودى خدمات يشعر بها مرتادو الاوبرا وكذلك زملائى العاملين بها.
وأشارت «إيناس» أعلم أن أى منصب الآن محفوف بالمخاطر لكن هذا لن يدفعنا للهروب فهذا وطننا ويجب ان نخدمه فى أى وقت.
وبالنسبه لأفكارى فهناك أمور كثيرة اتمنى تحقيقها وهى عودة الأوبرا لتقديم رسالتها لجميع أطياف المجتمع والعودة للمحافظات والمدن التى لا يستطيع أهلها الوصول إلينا مهمتى أن نصل إليهم من جديد. كما كنا نفعل ولن يقتصر الأمر على الموسيقى العربية فقط بل كل ألوان الفنون.
وعن عودة فرق الموسيقى العربية لهويتها.. قالت هذا الأمر أحد أهم أهدافى. فالغناء الحديث موجود فى كل مكان أما تراثنا فمكانه هو الأوبرا وفرقها. الكل سوف يعود لقواعده كما كنا فى الماضى. وسوف يكون هناك تنسيق بين الفرق حتى لا يتكرر برنامج أى فرقة مع الأخرى. ففرقة نويرة لديها هدف أنشآت من خلاله وكذلك الفرقة القوميه وإذا عرفت كل فرقة دورها لن يحدث تداخل وتضارب. أما الغناء الخاص بالشباب فلن ننساه لكننا سنقدمه من خلال الفرق التى ظهرت على الساحة مؤخرا. وقالت ايناس اعلم ان هناك انهيارا أصاب الغناء العربى ولن نسهم فيه باستضافة أى فنان ينتمى إلى هذه النوعية مهما كانت الإغراءات نحن ندخل منافسة مع دور اوبرا جديدة ظهرت فى بعض الدول العربية وعلينا أن نكون منتبهين لذلك وأعلم أن الأوبرات العربية اصبحت تستعين بنجوم كبار ونحن لا نقل عنهم بل نزيد. قد لا يكون لدينا الاغراء المالى لكننا نمتلك اغراءات اخرى وهى ان دار اوبرا لها تاريخها وفرقها العريقة. المهم ان تعود الأوبرا المكان الأهم الذى يستوعب كل من لديه موهبة حقيقية وليس مكانا يدخله كل من هب ودب. يجب أن تعود هيبة الأوبرا وتصبح حلما لأى مطرب كما كانت.
وأشارت إيناس بالنسبة لمهرجان الموسيقى العربيه سوف تشكل لجنه من كبار الموسيقيين والنقاد يضعون خطوات نسير عليها ونستكمل مشوار هذا المهرجان الكبير الذى ساهمت فى نجاحه الدكتورة رتيبة الحفنى. لكن سنة الحياة تقول ان الاجيال يجب ان تسلم بعضها. وسنحاول من خلال فريق العمل ان نتواصل مع كبار مطربى العالم العربى الذين ابتعدوا عن المشاركة. لسبب او لآخر.
وحول غياب السوبر ستار مثل ماجدة الرومى وفيروز.. قالت هذه الأسماء تحتاج لمبالغ مالية كبيرة لكننا نستطيع ان نتجاوز ذلك عن طريق الرعاة والتسويق الجيد للحفلات.لان ميزانية الدولة لا يمكن أن تتحمل دعوة نجمة بحجم فيروز وعلمى انها تحصل على 500 ألف دولار.
أما عن مهرجانات الصيف فنحن تقريبا انتهينا من خريطتها لكن الأمر ليس بيدنا فى مسألة إقامتها من عدمه بسبب الأوضاع فى البلد وبمجرد حصولنا على موافقة الأمن سوف نبدأ فورا فى التنفيذ.
وأشارت إيناس أن انخفاض الميزانية المخصصة لوزارة الثقافة سوف يؤثر بالطبع على أنشطة الأوبرا لكننا سوف نعوض ذلك عن طريق علاقتنا بسفارات بعض الدول التى من الممكن أن تسهم معنا فى استضافة بعض الفرق العالمية حتى لا نتخلف عن الركب العالمى.لانه من المستفذ الآن أن نستضيف فرق على نفقتنا والبلد تعانى من حالة انهيار للميزانية الخاصة بها.
وطالبت إيناس عبدالدايم أجهزة الدولة بزيادة التعاون مع بعضها حتى نرتقى بفنوننا. فنقل التليفزيون للحفلات التى تقام بالأوبرا سوف يسهل كثيرا من مهمة وصولنا إلى الناس وبالتالى سوف نقاوم حالة الفساد الغنائى