تنظم لجنة العلاقات الخارجية بنقابة الصحفيين ندوة حول رواية "مراكب الخوف" للكاتب الصحفي والأديب السوداني فايز الشيخ سليك ، تدير الندوة الكاتبة أسماء الحسينى ، وذلك بقاعة طه حسين بمبنى النقابة فى السادسة من مساء اليوم السبت. الرواية صدرت عن مركز الخماسين للتنمية الثقافية بالقاهرة للكاتب الصحافي فايز الشيخ السليك ، وهي أول أعمال السليك الأدبية ، وتركز الرواية في مجملها على الأوضاع الصحفية والسياسية في السودان، حيث يقرر "الصحفي" مجدي بطل الرواية ترك الأحلام وتوديع الأمنيات فور خروجه من أحد السجون ، وتبدأ الرواية بمقدمة وضعت كذلك على الغلاف الخلفي وتقول: "هل تستطيع أن تعيش بلا أحلام؟. ما معني الأحلام؟. وهل في استطاعتك تنفيذ قرارك؟ ، بربك هل يمكنك ذلك ؟.
المدينة تثاءبت فى كسلها الملازم ، وهى تتأهب لنومها الإجباري المبكر، و أخطبوط الصمت أحكم حوله أذرعه ، وتماهت الألوان أصفرها فى أبيضها ، فى أسودها فى أحمرها..متخلية عن خصائصها مندغمة فى لون الشحوب. وقف مجدي وحيدا هناك فوق ضفة نهر يعزف لحن سيره الأبدي بهدوء ، كاد مخ مجدي أن ينفجر.. لا أحد سواه، يناجي النفس ، أو يعزيها في خيباته ، كان يحمل شيئا بين يديه ، قرر أن يقذف به في جوف النيل ، كي يستريح، ويبدأ رحلة جديدة من النسيان، كان يغالب نفسه كي ينتصر لتلك الفكرة التي ظلت تراوده منذ فترة زمنية ليست بالقصيرة.
كان السجن أسودا ، لكنه كان أفضل من شحوب المدينة. وراء القضبان تلمس أسوارك لكن هنا الأسوار تنبت في دواخلك تتسلقك كما اللبلاب ، تنسج خيوطها العنكبوتية ، وحين تصعد صوب عينيك تحتويك هواجسا وغربة ولزوجة.