قالت منظمة العفو الدولية فى تقرير أصدرته يوم الثلاثاء الماضى، إن الحكومات الأوروبية لا تبذل جهودا كافية لمكافحة التمييز ضد المسلمين، بل إنها تشجعه فى بعض الأحيان. وقالت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان إن القوانين الأوروبية التى تحدد ما ترتديه الفتيات والنساء فوق رءوسهن، تؤدى إلى مزيد من التمييز ضد المسلمين والإسلام.
التقرير الذى حمل عنوان «الاختيار والتحيز» يولى اهتماما خاصا بالقوانين الوطنية، أو القواعد المناهضة لارتداء النقاب.
وتحظر القوانين فى فرنساوبلجيكا صراحة ارتداء النقاب، وكذلك بعض المدن فى إسبانيا وأماكن أخرى.
وقال جون دالهاوزن مدير برنامج العفو الدولية فى أوروبا ووسط آسيا، إن الكثير من المسلمين يتعرضون للتمييز ضدهم فى أوروبا.
وركز التقرير موضحا: ازدادت الحركات السياسية المتطرفة التى تستهدف المسلمين بالنقد، خاصة فى فرنسا، حيث حققت اليمينية المتطرفة مارى لوبان نتائج قوية، فى الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية فى وقت سابق هذا الأسبوع.
وقال ماركو بيرلونى خبير قضايا التمييز، منظمة العفو الدولية، إن المنظمة علمت أن سيدات مسلمات فى بلجيكاوفرنسا وهولندا وسويسرا «حرمن من حق الحصول على وظائف لأنهن كن يرتدين الحجاب».
ويقول مؤيدو قوانين حظر الحجاب والنقاب، مثل الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، إن النقاب يسجن المرأة، وينتهك قيم العدالة الفرنسية.
وأكد دليل بوبكر، إمام المسجد الكبير فى باريس، صحة النتائج التى خلص إليها التقرير الدولى، قائلا إن الثقافة الإسلامية تتعرض لحملات تشويه متزايدة.
وأشار فى هذا الصدد إلى قضية محمد مراح، الشاب الفرنسى من أصل جزائرى، الذى قتل فى الشهر الماضى ثلاثة فرنسيين وحاخاما يهوديا وثلاثة تلاميذ، قبل مقتله برصاص الشرطة.
وقال بوبكر إن ما اقترفه مراح استخدم «كذريعة لاعتقال أئمة المساجد والمسئولين عن الجمعيات الإسلامية».
كانت مارين لوبان قد استشهدت بحالة مراح كدليل على ما وصفته بتهديد الإسلاميين فى فرنسا، وكمبرر لبرنامجها المعادى للمهاجرين والذى خصت فيه ممارسات المسلمين بالانتقاد.
واستعار الرئيس الحالى نيكولا ساركوزى خطاب لوبان المعادى للمهاجرين، وهو ما ساعده على الوصول إلى جولة الإعادة، مع الاشتراكى فرانسوا هولاند، فى السادس من الشهر الحالى.
وضمن المساعى التى تبذلها المنظمات الإسلامية، والذى يتزامن مع التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولة، تنظم حاليا رابطة العالم الإسلامى فى لندن ورشات تدريب، للمتطوعين من الشباب المسلم فى بريطانيا، لتزويدهم بالمهارات اللازمة لتغيير الصورة السيئة عن الإسلام، التى تخلقها بعض وسائل الإعلام فى ذهنية الناس فى الغرب.
ودعت المنظمة فى تقريرها الحكومات الأوروبية «إلى بذل مجهود أكبر لمواجهة السلوك السلبى ضد المسلمين، الذى يؤجج التمييز، خصوصا فى المؤسسات التعليمية وأماكن العمل».