مع اقتراب الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية، يبدو أن المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند هو الأوفر حظا للفوز في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية التي تجري دورتها الأولى الأحد في فرنسا. وتفيد استطلاعات الرأي أن الناخبين الفرنسيين ال45 مليونا المدعوين للاقتراع ليسوا متحمسين كثيرا في حملة طغت عليها الأزمة الاقتصادية ومخاوف ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت.
ويتطلع نيكولا ساركوزي إلى أن يكون الزعيم الأوروبي الوحيد الذي ينجو من عاصفة الأزمة المالية الأوروبية التي أطاحت بحكومات روما وأثينا ولندن ومدريد.
ويرى أن الهدف بسيط، وهو احتلال الموقع الأول يوم الأحد المقبل لإحداث دفعا جديدا على أمل الفوز في الجولة الثانية في السادس من مايو والاحتفاظ بمقاليد حكم خامس قوة عالمية. لكن استطلاعات الرأي تصر على أن فرانسوا هولاند سيحتل الصدارة في الدورة الأولى أو سيأتي بفارق ضئيل وراء نيكولا ساركوزي بحصوله على 28% من الأصوات على أن يتفوق عليه بفارق كبير في الدورة الثانية.
ولم تأت تحذيرات نيكولا ساركوزي من مخاطر فوضى اقتصادية قد يحدثها فوز الاشتراكي، أو مواقفه المتصلبة حول الهجرة والأمن، بنتيجة تذكر حتى الآن على غرار الهجمات التي استهدفت شخصية خصمه واعتبرته "سيئا" حيث قال للصحفيين "سأهزمه شر هزيمة"؛ نظرا لتردي شعبية ساركوزي، الذي يثير أسلوبه انتقاد العديد من مواطنيه، حتى أن بعض المعلقين يرون أن هذا الاقتراع سيكون بمثابة استفتاء: معه أو ضده.
ولم يهتز فرنسوا هولاند -البالغ من العمر 57 سنة مثل نيكولا ساركوزي- وهو البشوش الذي يحبذ الإجماع بينما يقول أعداءه أنه "لين" و"غامض"، من تلك الحملة العدائية التي يشنها عليه الرئيس المنتهية ولايته.
ونتيجة كهذه كانت تبدو خيالية تماما قبل سنة عندما انتخب فرانسوا هولاند رئيس المجلس الاقليمي لمنطقة كوريز الريفية وسط فرنسا واعلن بعد استفادته من تلك الشرعية ترشحه لرئاسة الجمهورية.
وكان دومينيك ستروس المدير السابق لصندوق النقد الدولي يتقدم عليه لكن بعد اتهامه باعتداء جنسي، فرض فرانسوا هولاند زعيم الحزب سابقا الذي لم يتول أبدا منصب وزير، نفسه في الانتخابات التمهيدية الاشتراكية في اكتوبر.
وعقب حملة يخوضها منذ سنة، بإمكانه القول اليوم انه يشعر "بانطلاقة وبأمل يتبلور" وانه يمكن اليسار ان يحقق اول انتصار في الانتخابات الرئاسية منذ فرانسوا ميتران في 1988. وبدا من الصعب ان يلحق بقية المرشحين بالاثنين الاوفر حظا رغم ان ممثلة اقصى اليمين مارين لوبن وممثل اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون العدوان اللدودان من تيارين سياسيين متناقضين، يتطلعان الى الوصول الى الدورة الثانية حيث يمثلان تيارا احتجاجيا قويا.
وقد شكل ميلانشون مفاجأة الحملة الانتخابية وحشد انصاره في ساحات في الهواء الطلق وتوقعت الاستطلاعات فوزه بنحو 15% من اصوات الناخبين وقد يؤثر على فرانسوا هولاند حتى يضفي على خطابه مزيدا من "اليسارية".
وتشهد نتيجة فرانسوا بايرو ثباتا عند 10% من الاصوات بينما يفترض الا يلعب المرشحون الخمسة الاخرون سوى دورا ثانويا بمن فيهم القاضية السابقة ايفا جولي (68 عاما) مرشحة الخضر وانصار البيئة.