أعلن مصدر رسمي اليوم الاثنين أن 36 من مسلحي طالبان و8 من عناصر قوات الأمن و3 مدنيين، قد قتلوا في الهجمات التي شنها مقاتلو الحركة المتمردة في أفغانستان يوم الأحد؛ لتصل حصيلة القتلى إلى 47 شخصا. واستهدفت الهجمات الستة على الأقل البرلمان ونائبا للرئيس الأفغاني والقوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلنطي (إيساف) وسفارات غربية في كابول، العاصمة الأفغانية، بداية لما يسمى "موسم القتال الربيعي".
ودوت أصوات انفجارات قوية وإطلاق نار عند فجر اليوم الاثنين في كابول، بعد وقوع قتال عنيف أثناء الليل بين قوات الأمن ومتشددين متحصنين في المنطقة الدبلوماسية الواقعة بوسط المدينة. وشنت طائرات هليكوبتر تابعة لحلف شمال الأطلنطي هجمات تمشيطية ضد المسلحين المختبئين في موقع بناء يطل على مقر حلف الأطلنطي والعديد من السفارات من بينها السفارتان البريطانية والألمانية.
السفير الأمريكي: طالبان غير ماهرة بما يكفي
وقال السفير الأمريكي ريان كروكر لمحطة (سي.ان.ان) "ظني وبناء على الخبرة السابقة هنا فان هذه سلسلة من عمليات شبكة حقاني انطلاقا من وزيرستان الشمالية والمناطق القبلية الباكستانية، "بصراحة لا اعتقد أن طالبان ماهرة بما يكفي".
وأطلق المتمردون نيران الأسلحة الآلية على قوات خاصة تابعة للجيش الأفغاني وعلى الشرطة التي ردت بإطلاق قذائف صاروخية خلال قتال في شوارع العاصمة استمر 18 ساعة تقريبا.
وبدأ هجوم المتمردين أمس الأحد بشن هجمات على سفارات وسوبر ماركت وفندق والبرلمان، وهو أحد أخطر الهجمات على العاصمة منذ إطاحة القوات الأفغانية المدعومة بقوات أمريكية بحركة طالبان من السلطة في 2001.
وتمثل هذه الهجمات نكسة أخرى في أفغانستان في عام الانتخابات بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي يريد تصوير الحملة ضد طالبان على أنها ناجحة قبل مغادرة معظم القوات الأجنبية المقاتلة بحلول نهاية 2014. وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد لرويترز "هذه الهجمات هي بداية هجوم الربيع وقد خططنا لها لأشهر".
واضاف ان الهجمات تأتي ردا على سلسلة من الحوادث التي كان جنود أمريكيون طرفا فيها في أفغانستان ومن بينها حرق مصاحف في قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلنطي وقيام جندي أمريكي بقتل 17 مدنيا أفغانيا وتوعد بان يكون هناك مزيد من مثل هذه الهجمات.
وقالت طالبان امس الاحد ان الاهداف الرئيسية كانت سفارات كل من المانيا وبريطانيا والمقر الرئيسي للقوة التي يقودها حلف شمال الأطلنطي في افغانستان. وانضم عدد من اعضاء البرلمان الافغاني إلى قوات الامن في التصدي للمهاجمين من فوق سطح بناية قرب البرلمان.
وجاءت هذه الهجمات في كابول قبل شهر من قمة حلف شمال الأطلنطي التي يفترض ان تضع فيها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها اللمسات الاخيرة على خطط لنقل السيطرة الى قوات الامن الافغانية وقبل ايام من اجتماع لوزراء دفاع وخارجية دول الحلف في بروكسل للتحضير لاجتماع قمة الحلف في شيكاجو.
ويبدو ان قوات الأمن الافغانية لم تتعلم الدرس من عملية مماثلة وقعت في كابول في سبتمبر الماضي عندما دخل مقاتلون مواقع بناء لاستخدامها كنقاط لشن هجمات بالصواريخ والبنادق.
ودخل المتمردون أمس الأحد موقع بناء متعدد الطوابق يطل على المثلث الدبلوماسي ويقع وراء سوبر ماركت. ومن هناك اطلقوا قذائف صاروخية.
وقبل ساعات وفي باكستان المجاورة اقتحم عشرات من المتشددين الإسلاميين سجنا خلال الليل وحرروا نحو 400 سجين احدهم كان ينتظر الإعدام لمحاولته اغتيال الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف.