هزت سلسلة من الإنفجارات العاصمة الأفغانية كابول ومدنا أخري امس وتبنت حركة طالبان التي كانت توعدت في وقت سابق ببدء "هجوم الربيع"- هذه الهجمات. وقال "ذبيح الله مجاهد" المتحدث بإسم الحركة في بيان ان مقاتلي طالبان نفذوا ستة هجمات انتحارية متزامنة امس مع بداية موسم "القتال الربيعي"، استهدفت مقار دبلوماسية لأمريكا وبريطانيا وألمانيا ومعسكرات تابعة لحلف شمال الأطلنطي والبرلمان ومراكز للشرطة وأحد المطارات. وفي الحي الدبلوماسي "شديد التحصين" وسط كابول، وقعت انفجارات استتبعها قيام عناصر من مقاتلي طالبان بإحتلال مبني في محيط المقار الدبلوماسية قاموا عبره بإطلاق قذائف صاروخية علي مباني السفارات الأمريكية والبريطانية والألمانية. وقال متحدث بإسم السفارة الأمريكية انها اتخذت "إجراءات إغلاق محكم لمبناها ووضع كل العاملين فيها في ملجأ آمن". وأفاد مسئولون ان قذائف صاروخية أطلقت كذلك علي منزل يستخدمه دبلوماسيون بريطانيون وقد أصاب صاروخان برجين للحراسة في مقر السفارة لكن البعثة الدبلوماسية "في أمان". وقال متحدث بإسم قوة "إيساف" التي يقودها حلف الأطلنطي ان "قتالا وقع قرب السفارتين الروسية والألمانية وفي عدة منشآت تابعة للقوات الأجنبية". وأفاد شهود ان ثلاثة صواريخ سقطت علي متجر كبير يرتاده الأجانب قرب السفارة الألمانية فيما سمع دور اطلاق نار في المكان لاحقا. في الوقت نفسه اقتحمت مجموعة من مقاتلي طالبان مقر البرلمان وسط المدينة بعد استهدافه بصواريخ، لكن نائبا أكد ان غالبية أعضاء البرلمان كانوا تركوا المبني قبل تعرضه للهجوم. وذكرت وسائل إعلام أفغانية ان مسلحي طالبان اقتحموا مجمع فندق "كابول ستار" قرب القصر الرئاسي والسفارة الإيرانية وان دخانا تصاعد من المبني. وفي إقليم "باكتيا" شرق البلاد هاجم مقاتلو طالبان مركز للشرطة في مدينة "جارديز" فيما احتل المسلحون مبني من أربعة طوابق قرب مجمع قائد الشرطة. وحاولت طائرة هليكوبتر تابعة لحلف الأطلنطي التصدي للمقاتلين لكن القتال استمر لساعات. في تلك الأثناء فجر انتحاريان نفسيهما خلال هجوم علي مطار جلال أباد الذي يعد قاعدة مهمة للقوات الأجنبية. وفي اقليم "لوجار" جنوبا قالت الشرطة ان "عددا كبيرا" من الانتحاريين هاجموا قاعدة أمريكية فضلا عن عدة مبان حكومية قريبة منها بينها مكتب حاكم الإقليم والقيادة العامة للشرطة المحلية. من جهتها أعلنت وزارة الداخلية سقوط مائة بين قتيل وجريح وأسير خلال التفجيرات. وتشهد أفغانستان موجة تصعيد مع قيام المقاتلين بشن هجمات مكثفة في كل ربيع بعد ذوبان الثلوج وانفتاح الطرق الجبلية علي طول الحدود مع باكستان.