كشفت دراسة طبية اجراها فريق بحثى مشترك بمعهد "سانجر" فى لندن ومعهد راجون ووحدة الجهاز الهضمى بمستشفى "ماستاتشوتس" فى الولاياتالمتحدةالامريكية عن وجود جين بشرى اطلق عليه اسم "أى تى أف أي تى أم 3" يعد خط الدفاع الاول الحاسم ضد الانفلونزا . واشارت الدراسة الى ان اكتشاف هذا الجين الجديد يزيل الغموض عن السبب الذي يجعل الأنفلونزا تصيب بعض الأشخاص بإعياء شديد أو وفاتهم فى الوقت الذى يستطيع فيه آخرون تجاوزها دون اى تأثير يذكر أكثر من مجرد الشعور بالآم نتيجة لعدم وجوده فى اجسامهم.
واكد أبراهام براس الباحث بمعهد راجون ووحدة الجهاز الهضمي فى مستشفى ماساتشوستس ان جهود الفريق البحثى الامريكى البريطانى المشترك تشير إلى أن الأفراد والسكان الذين يقل لديهم نشاط هذا الجين ربما يواجهون خطرا متزايدا خلال تحول مرض الانفلونزا الى وباء..مشيرا الى انه ربما يكون حيويا في الدفاع عن البشر ضد فيروسات أخرى مثل أنفلونزا الطيور.
ومن جانبهم .. قال الباحثون - فى تصريح على شبكة الانترنت - ان هذا الاكتشاف يساعد فى تفسير السبب فى أن الغالبية العظمى من الناس الذين أصيبوا بالعدوى خلال انتشار فيروس "أتش 1 أن 1" المسبب لأنفلونزا الخنازير عامى 2009 و2010 لم تظهر عليهم سوى أعراض طفيفة فيما أصيب آخرون بإعياء شديد وتوفى بعضهم رغم أن كثيرين منهم كانوا شبانا أصحاء.
واضافوا أن هذا الاكتشاف الجينى سيساعد الأطباء مستقبلا فى فحص المرضى لتحديد الأشخاص الذين يزيد لديهم احتمال الوفاة بسبب الأنفلونزا مما يسمح بإعطائهم أولوية فى التطعيم أو العلاج الوقائى خلال فترات تفشى المرض وتحضير لقاح جديد أو أدوية ضد الفيروسات التي يحتمل أن تكون أكثر خطورة مثل أنفلونزا الطيور.
واشاروا الى ان دراساتهم التى اجروها على فئران التجارب ، اوضحت أنه بمجرد إصابتها بالأنفلونزا ظهرت عليها أعراض أشد بكثير من الأعراض التى ظهرت على الفئران التى تحمل هذا الجين.
وقال بول كيلام الباحث بمعهد "سانجر" البريطانى إن البشر الذين يحملون شكلا مختلفا عن جين "أى تى أف أي تى أم 3" تزيد لديهم احتمالات الحاجة الى نقلهم إلى المستشفى عندما يصابون بالأنفلونزا مقارنة بالأشخاص الذين يحملون أشكالا أخرى مختلفة.