شوارع مزدحمة، تكدس مروري شديد، قائدي السيارات نافذي الصبر خلف عجلة القيادة والسبب، عدم توافر وقود لسياراتهم، سواء سولار أو بنزين، الأمر الذي جعل البعض يتسائل: الحكومة لا تحرك ساكنا ومجلس الشعب يتخذ مقاعد المشاهدين وملتفت تماما عن الأمور الحيوية التي تمس المواطن المصري، فلمن نلجأ وهل مطلوب من المواطن أن يحل مشاكله بنفسه!؟. مشهد أصبح متكرر كل فترة، السيارات تصطف خلف وبجوار بعضها أمام محطات تكويل الوقود والطرق تكاد تكون مغلقة سوي من حارة مرورية واحدة والكل يتصارع للمرور من تلك الثغرة قبل الأخر والنتيجة توقف شوارع حيوية بأكملها لساعات طويلة والمتسبب الرئيسي مجهول، فوزارة التموين تؤكد أن المطروح من الوقود غير كافٍ، أما وزارة البترول فتقطع بأن الوقود متوفر والمشكلة بسبب سوء التوزيع وبين هذه وتلك، تتفرق دماء المشكلة بين الجهات المختلفة ويضيع حق المواطن.
ويقول المواطن محمد عبد الفتاح ل(بوابة الشروق) "الوضع تجاوز الحد المسموح به، فبمعدل كل شهرين تحدث تلك الأزمة ونستيقظ صباحا علي إختفاء الوقود من المحطات والسبب مجهول في كل مرة، هل هي أزمة مفتعلة، أم حقيقية، لا أحد يعرف ولكن ما نؤمن به أن هناك مشكلة ولا توجد جهة تبادر لوضع حل لها".
مجلس الشعب مهمته حل مشاكل المواطنين وتوفير الإحتياجات الأساسية لهم ونحن إنتخبنا أعضائها لهذا السبب ولكن أن نجد البلد مشتعلة والشوارع مغلقة ومتطلباتنا الأساسية غير متوفرة والأعضاء الموقرين يناقشون إتفاقيات مع اليابان وتمثيل دبلوماسي مع دولة أخري، متناسين تماماً هموم المواطن المصري، فهذا هو غير المعقول بالمرة، -هكذا أضاف المواطن جرجس صفوت-.
وأبدي مواطن آخر إستغرابه من عدم تدخل مجلس الشعب، قائلا "منذ عدة أسابيع فوجئنا برفع أجرة سيارات نقل الركاب التابعة للشركات الخاصة 50 قرشاً مرة واحدة ولم تتدخل الجهات المسئولة لوقف ذلك والعدول عن هذا القرار نظرا للظروف التي تمر بها البلاد الآن وخاصة عدم وجود زيادة في المرتبات في مقابل ذلك ولم يتكرم عضو واحد بمجلس الشعب بتقديم طلب إحاطة حول ذلك، ثم قام سائقي سيارات الميكروباص برفع الأجرة أيضا ولم يتدخل أحد لجبرهم بالإلتزام بالتعريفة المقررة وقام مجلس الشعب بعمل أذن من طين وأخري من عجين".
وأشار المواطن مصطفي عبد المطلب، إلي أن "الجميع ملتفت بالصراعات السياسية ومغمضين الأعين تماماً عن المشاكل الاجتماعية التي تكون أشد وطأة لو تفاقمت، القوي السياسية داخل وخارج مجلس الشعب تتصارع علي التمثيل في اللجنة التأسيسية للدستور وضرورة تشكيل حكومة من داخل الكتل الساسية داخل البرلمان وسحب الثقة من الحكومة القائمة والمواطنين يحدثون أنفسهم ولا يجدون من يستمع إليهم، أنبوبة البوتجاز غير متوفرة، الوقود في أزمات متتالية، الأسعار في إرتفاع جنوني، المواصلات التي يعتمد عليها المواطن البسيط تحتاج لميزانية خاصة".
وأتهم أحد الشباب سائقي الميكروباصات أنهم جشعين ويستغلون حاجة المواطن في الذهاب لعمله ليقوموا بزيادة الأجرة للضعف، بالإضافة إلي تقطيع المسافة ليحققوا أكبر قدر من المكسب علي حساب المواطن البسيط، فرد عليه سائق ميكروباص علي خط السلام - السيدة عائشة، قائلا "من المفترض أن هذا الخط يقوم بتحميل الركاب من موقف الإسكندرية بمدينة السلام للسيدة عائشة بأجرة 175 قرش ولكننا نلجأ لتجزئة المسافة، نظرا لبلطجية الكارتة الذين يفرضون علينا إتاوات كبيرة والضرائب والمخالفات، فهل سنتحمل نحن كل ذلك؟"!.
وذكر أحد المواطنين، أن سائقي الميكروباصات إستغلوا إضراب سائقي هيئة النقل العام، لإبتزاز الركاب ورفع الأجرة فإما أن يرضخ الركاب لذلك أو يدخلون في مشادات مع السائق قد تتطور لإشتباكات بالأيدي أو تقف السيارة ويرفض السائق إستمرار السير إلا بعد فرض شروطه وإبتزاز الركاب، مضيفا "حاولت علي مدي أسبوع أن أصل لأي عضو بمجلس الشعب أو مسئول بالدولة، لإنقاذنا من براثن هؤلاء الطماعين ولكنني لم أجد أي إستجابة".