يأتي اليوم العالمي للمرأة هذا العام، وقد أدهشت المرأة المصرية العالم بدوها في ثورة يناير وما تلاها في فعاليات سياسية، مثلما أدهشت ثورات "الربيع العربي" العالم، وأربكت حسابات دول عظمى. فقد أشاد العالم بدور لمرأة العربية عامة والمصرية خاصة وبتقدمها لصفوف الثوار حيث لعبت دورًا أساسيًا في ثورة 25 يناير وضحت الكثيرات منهن بحياتهن وأبنائهن، من أجل تحقيق تطلعات المصريين في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وشاركت الفتيات في الوقفات الاحتجاجية التي مهدت لهذه الثورة ولعبن دورًا أساسيًا على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك، وتويتر" المحفز للثورة ومحركها الأساسي، كما نجحن في تجميع جميع طوائف الشعب، حول مطالب الثورة المتمثلة فى الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية، وقادت الخريطة السياسية في الشارع المصري من أجل التغيير وانقلب المشهد السياسي في مصر خلال ثورة 25 يناير.
وتذكر المرأة المصرية صناع القرار وهي تحتفل اليوم الخميس باليوم العالمي للمرأة، بأنها صاحبة تاريخ طويل وممتد عبر 7 آلاف عام، وأنها شريكة الرجل في مختلف الإنجازات؛ إذ لم تشهد حضارة من الحضارات القديمة مكانة متميزة للمرأة مثلما شهدت الحضارة المصرية القديمة.
وتمتعت المرأة بمكانة متميزة فى المجتمع طوال ازدهار عصور الحضارة الإسلامية، ولم تهتز تلك المكانة إلا في عصور الضعف والانهيار وفترات سيادة العناصر الوافدة الأجنبية، بما تحمله من تصورات وأفكار مغايرة لميراثنا الحضاري الذي يجل المرأة ويحترمها.
والمتتبع لمسيرة المرأة المصرية ونضالها في سبيل حقوقها السياسية والاجتماعية والقانونية والثقافية، ومن خلال التوقف عند اللحظات الحاسمة في تاريخ الحركة النسائية المصرية عبر قرابة قرنين من الزمان، يجد سجل المرأة حافل بنساء مشرفات وعلامات بارزة في التاريخ.
واستعادة هذه اللحظات وتأكيدها في الذاكرة يمكن الانطلاق منه إلى تعميق الوعي بالتاريخ الوطني للمرأة المصرية، حيث لا يمكن التكهن بوضعها في ظل سيطرة الإسلاميين على الحكم الذي سيؤدي بالطبع إلى تغييرات في السياسات المتبعة، تجاه قضايا المرأة، حيث يؤمن من يمثل الإسلام بالمكانة المتميزة التى أولاها الدين الإسلامي للنساء، ما سيجعله يعمل على تعزيز هذه المكانة بمختلف الطرق الممكنة التي أقرها لها بحيث لا يتجاوز ذلك بأي شكل من أشكال الإفراط أو التفريط.
والتيار الإسلامى كفصيل سياسي من حقه الحصول على فرصته الكاملة ثم يتم بعد ذلك تقييم التجربة فى ضوء أن لكل دولة تجربتها الخاصة وظروفها.. وعلينا جميعا العودة للفهم الحقيقى للدين والاهتمام بالتنمية الاجتماعية والبشرية لإخراج أفراد الشعب من دائرة الفقر والجهل وتحقيق مبادىء الثورة.