رحب تيار التغيير الوطني السوري بدعوة الحكومة التونسية المعارضة السورية بأطيافها الرئيسية للمشاركة في مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي يعقد في 24 فبراير الجاري معتبرا الدعوة خطوة ضرورية من أجل أن يكون هناك صوت وطني سوري يعبر عن الثورة الشعبية السورية السلمية التي انطلقت ضد نظام وصفه باللاشرعي والوحشي لاستعادة الحرية للشعب التي حرم منها لأكثر من 4 عقود متتالية. وأكد تيار التغيير الوطنى فى بيان تلقت وكالة أنباء الشرق الأوسط نسخة منه أن تمثيل المعارضة السورية فى المؤتمر يشكل اساسا لكل القرارات التى من المتوقع أن تصدر عن المؤتمر ويمنحها صبغة وطنية سورية عربية عالمية فى ظل مشاركة عددا كبيرا من الدول الصديقة للشعب السوري في هذا المؤتمر.
في المقابل أعلنت روسيا اليوم الثلاثاء مقاطعتها لاجتماع دولي بشان سوريا من المقرر عقده في تونس الجمعة ويضم ممثلين من المعارضة السورية، رافضة بذلك التخلي عن دعمها العلني للرئيس السوري بشار الأسد. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن اجتماع "أصدقاء سوريا" الذي سيعقد في تونس تمت الدعوة الى عقده "بهدف دعم طرف ضد آخر في نزاع داخلي".
وقال البيان "لا يمكننا أن نقبل العرض لحضور هذا الاجتماع". وأثارت روسيا غضب الغرب برفضها إدانة نظام الرئيس بشار الأسد في الأزمة الدموية التي تشهدها سوريا، وتأكيدها على أن القوات الحكومية والمعارضة تتحملان مسؤولية مماثلة عن العنف الدائر.
وكان قد أعرب تيار التغيير الوطني السوري عن رغبته بتشكيل وفد موحد للمعارضة إلى هذا المؤتمر يلتقي بالمسئولين ليعرض عذابات الشعب السوري على يد نظام ضرب عرض الحائط كل القيم الإنسانية واحتياجات هذا الشعب في مواجهة حرب الإبادة التي يتعرض لها.
واضح بيان تيار التغيير الوطنى ان الاعلان عن تشكيل وفد موحد للمعارضة ينطلق من مبادئه الأساسية في مرحلة ما قبل سقوط نظام بشار الأسد اللاشرعي الهادفة إلى توحيد المعارضة والعمل المشترك من أجل إزاحة هذا النظام داعياً إلى تأجيل كل شيء إلى أن تتحقق أهداف الثورة الشعبية وفي مقدمتها إسقاط النظام بكل أركانه ورموزه وأولهم بشار الأسد.
وشدد تيار التغيير الوطني على أن هذه المبادئ لم تكن سوى استجابة مباشرة لنداءات الشعب السوري الأبي و"لأصوات أهلنا في أرجاء الوطن، ولصيحات المحاصرين الأبرياء والمعذبين في كل مكان من سوريا مؤكدا ان "تيار التغيير"، لا يقبل بأن تكون مسألة توحيد أو توافق المعارضة الوطنية السورية خياراً بل هي (حسب مبادئه المعلنة) أمر حتمي وواجب وطنى لا يقل عن واجب العمل لإسقاط واحد من أبشع الأنظمة الوحشية في التاريخ الحديث .
ودعا تيار التغيير الوطنى السورى الى ضرورة ان يخرج مؤتمر "أصدقاء سوريا" بقرارات ترقى إلى مستوى المأساة التي يعيشها السوريون وأن تختصر المراحل التي تقود لزوال بشار الأسد ونظامه مع التاكيد على حتمية التوصل إلى صيغة دولية خارج نطاق مجلس الأمن الدولي (المعطل بحق النقض "الفيتو" الروسي والصيني) وتوفير ممرات ومناطق آمنة للمدنيين العزل في سوريا تلبي احتياجات الشعب السوري (لاسيما في المناطق المنكوبة) الذي يعاني من انعدام الإمدادات الغذائية والطبية بما في ذلك مياه الشرب والطاقة الكهربائية ووقود التدفئة بعد أن قطع نظام الأسد كل شيء عنه.
كما دعا "تيار التغيير"الى ضرورة الإسراع في توفير الإمدادات العسكرية للجيش السوري الحر فضلاً عن استكمال الحصار السياسي والدبلوماسي والاقتصادي على هذا النظام اللاشرعي مؤكدا أن الشعب السوري لن ينسى وقوف أشقائه وأصدقائه إلى جانبه .