الجزيره : عقد معارضون سوريون اليوم السبت اجتماعا في ريف دمشق وسط دعوات للاتحاد عبر تشكيل مجلس وطني موسع يضم كل أطياف المعارضة التي شكلت في غضون أيام مجلسا وطنيا, ثم هيئة خارجية لدعم الثورة, وائتلافا للقوى العلمانية في محاولة منها لتوحيد الصفوف في مواجهة نظام بشار الأسد. وقد شارك نحو مائتي معارض في الاجتماع الذي اضطر منظموه إلى عقده في مزرعة بمنطقة الدرج (40 كلم شمال شرق دمشق)، بعد رفض السلطات الترخيص لعقده في أي مكان عام.
وعقد الاجتماع -الذي ضم شخصيات معارضة بارزة مثل الكاتب حسين العودات- في إطار "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي" التي تأسست قبل ثلاثة أشهر.
ورأس الاجتماع حسين العودات، وأمين سر هيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم، واستعرض المشاركون فيه مواقف المعارضة بين الداخل والخارج، ومستجدات الحراك الشعبي في سوريا.
دعوات للاتحاد وعُقد الاجتماع تحت شعار "اللاءات الثلاث: لا للتدخل الخارجي، لا للعنف، لا للطائفية". وقال حسن عبد العظيم "إن جميع أطياف المعارضة هم مشروع شهيد أو مفقود أو معتقل".
ودعا عبد العظيم إلى توحيد صفوف المعارضة، قائلا "نحن نرفض قول بعض إخواننا في المعارضة الذين نختلف معهم في الرأي إن انعقاد مؤتمرنا في الداخل يعني أننا في حضن النظام".
وقال في هذا الصدد إن الوثائق السياسية لهيئة التنسيق الوطنية موجودة ومعلنة, وهي تؤكد موقف المجتمعين من التغيير الديمقراطي السلمي الذي يعني تفكك النظام وإنهاء بنيته القمعية الاستبدادية الفاسدة. وتابع إن الربيع العربي وصل إلى سوريا, ويجب ألا يتوقف.
من جهته أوضح حسين العودات أن نحو 130 عضوا من تنسيقيات الثورة تمت دعوتهم إلى المؤتمر، إلا أن الوضع الأمني حال دون مشاركتهم، لكنهم فوضوا من يتحدث باسمهم أو تواصلوا مع المؤتمر بوسائل الاتصال الإلكترونية خشية اعتقالهم.
وأبدى المعارض ميشال كيلو من جانبه استغرابه من سعي بعض أطياف المعارضة إلى "اقتسام جلد الدب قبل اصطياده", مشددا على ضرورة أن تتوحد المعارضة أولا.
أما رياض ضرار الذي جرى تقديمه على أنه ممثل التيار الإسلامي، فقال إن المعارضة تحبذ أن يتم التغيير من الداخل لا من الخارج, ودعاها إلى الاتحاد في مواجهة النظام.
محاولات للاتحاد وعقد اجتماع معارضي الداخل في ريف دمشق، بينما تحاول المعارضة بناء هيكل موحد يجمع كل أطيافها، فقد أعلن اليوم ممثلو حركات وهيئات علمانية سورية معارضة في اجتماع بباريس تشكيل "ائتلاف القوى العلمانية والديمقراطية السورية", ودعوا الأقليات في سوريا إلى الاتحاد في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال متحدثون إنه يجب ألا يسيطر الإسلاميون على الساحة في سوريا, ودعا بعضهم إلى الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين للتوصل إلى توافق.
وكان معارضون سوريون قدموا أول أمس في إسطنبول تشكيلة "المجلس الوطني" التي ضمت 140 عضوا، والهادف إلى تنسيق تحركهم ضد النظام السوري. ويقيم 60% من أعضاء المجلس في سوريا، والباقون خارجها.
" المعارضة السورية شكلت في غضون أيام ثلاثة تجمعات، هي: المجلس الوطني، والهيئة الخارجية للثورة، وائتلاف القوى العلمانية والديمقراطية السورية " ومباشرة بعد الإعلان عن المجلس الوطني، أعلنت شخصيات سورية في باريس تأسيس هيئة خارجية للثورة السورية، وقالوا إن مهمتها هي العمل على مساندة وإمداد الداخل السوري بكل ما يحتاجه من دعم، وإيجاد آليات ووسائل لتحقيق أهداف الثورة.
وأعلن المنضوون تحت لواء الهيئة التزامهم بسقف مطالب الشعب السوري، كما أعلنوا رفضهم لأي حل سياسي بوجود نظام الأسد.
مهمة روسية في الأثناء، بدأ وفد برلماني روسي اليوم السبت مهمة في سوريا يستكشف بها إمكانية الحوار بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة التي ترفض حتى الآن هذا الخيار.
وقالت وكالة إنترفاكس إن الوفد الروسي الذي يقوده نائب رئيس مجلس الاتحاد (الغرفة العليا للبرلمان) إيلياس أوماخانوف وصل اليوم إلى دمشق.
وبدأ الوفد الروسي هذه المهمة بعد أيام من محادثات أجراها وفد من المعارضة الروسية في موسكو مع مسؤولين روس, وتلتها محادثات أجرتها في العاصمة الروسية بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد.
وتقاوم روسيا قرارا دوليا تريد قوى غربية استصداره من مجلس الأمن الدولي, ويشمل إدانة لقمع المحتجين, وعقوبات يستهدف بعضها رأس النظام.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن رئيس مجلس الاتحاد الروسي قوله إن "روسيا لا تقف غير مبالية إزاء ما يحصل للشعب السوري، لذلك نريد إيجاد الطرق التي تحول دون تطور الأمور نحو الأسوأ".
وأضاف أوماخانوف أن الوفد ينوي التعرف على الوضع والقيام بمشاورات مع مختلف القوى السياسية، دون أن يحدد هوية تلك القوى. وتابع المسؤول الروسي إن بلاده مستعدة للمساعدة قدر ما تستطيع في الحوار السياسي الداخلي، الذي يتعين أن يجري في أجواء سلمية ودون ضحايا، كمال قال.
بيد أنه كرر في الأثناء معارضة موسكو أي تدخل خارجي في المشكلات الداخلية لسوريا.