داليا العقاد وهانى النقراشى ووفاء فايز بالتوازى مع جولات الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالى لجامعتى حلوان وعين شمس لمتابعة استعدادات الدراسة، نظم الطلاب لليوم الثانى مسيرات حاشدة فى مختلف الجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة، مرددين هتافات ضد العسكر، رافعين لافتات عليها صور شهدائهم من الطلاب الذين قتلوا خلال تولى المجلس العسكرى شئون البلاد، رافضين دخول قاعات المحاضرات حتى تتم الاستجابة لمطالبهم فى تسليم البلاد لسلطة مدنية منتخبة.
على جدران كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة علق الطلاب صباحا لافتات توضح فعاليات يوم الإضراب، وأمامها دارت نقاشات سياسية مع الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية عن مشروعية العصيان المدنى، ثم يشارك الجميع فى صلاة الغائب على أرواح الشهداء، ويهتفون بغضب «الإضراب مشروع مشروع ضد العسكر وضد الفقر وضد الجوع».
وفى كلية التجارة ارتدى الطلاب الملابس السوداء فى حفل تكريم أسر خمس شهداء راحوا ضحية مذبحة إستاد بورسعيد: رشدى محمد رشدى، وأحمد عزت، ومحمد سمير، ومصطفى الصاوى، وعمرو محمود البحيرى، فيما اشتكى طلاب بكلية الطب من عدم رفع الغياب من المحاضرات العملى بالرغم من التعليمات الرسمية فى هذا الصدد.
وعلى دقات ساعة الجامعة 12 ظهرا بالقرب من قبة جامعة القاهرة تجمعت معظم المسيرات شارك فيها طلاب كليات الطب وطب الأسنان والهندسة، ورددوا هتافات «قتلوا صاحبى فى المدرج.. والشرطة واقفة بتتفرج» و«يسقط يسقط حكم العسكر»، ووزع الطلاب بيانا قالوا فيه: «من منطلق إصرار المجلس العسكرى على تجاهل مطالب الثورة والمضى قدما نحو تخوين وتصفية الثوار، قررنا الامتناع عن حضور أى أنشطة دراسية، وتنظيم عروض للتوعية بانتهاكات العسكر، على أن يبدأ الاعتصام بشكل تصاعدى»، مهددين بالاستمرار حتى يتم الاستجابة لمطالبهم.
وفى جامعة عين شمس واصل طلاب جامعة عين شمس مسيرتهم التى نظمها اتحاد طلاب الجامعة وأحرار عين شمس و6 أبريل وحملة دعم البرادعى، للمطالبة بتسليم الدولة لسلطة مدنية منتخبة وعدم وضع الدستور تحت حكم العسكر.
المسيرة التى شارك فيها المئات من طلاب الجامعة وعدد من الأساتذة من بينهم رضوى عاشور أستاذ الآداب، انطلقت من أمام الباب الرئيسى للجامعة، وقام الطلاب بالتجول بين الكليات لتوعية الطلاب بمعنى الإضراب ومدى قانونيته.
كما نظم الطلاب معرضا أمام قصر الزعفران يتضمن صور وفيديوهات لعرض انتهاكات المجلس العسكرى، مرددين هتافات مختلفة «مش عايزينها عسكرية.. إحنا السلطة والشرعية»، «ضحكوا علينا وقالوا تغيير.. والمحاكمة على السرير»، و«من عين شمس للتحرير.. ارحل ارحل يا مشير»، حاملين لافتات تنادى بالإفراج عن زميلهم محمود عمران والشهير ب«شيكا» والقصاص لدم شهيدى كليتى الطب والهندسة علاء عبدالهادى ومحمد مصطفى.
وأثناء التظاهرات قام الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالى والدكتور علاء فايز رئيس الجامعة بالنزول للطلاب وطلبوا منهم حماية منشآت الجامعة وحماية أنفسهم من أى مندسين بينهم، وقال الوزير ل«الشروق» إن الدراسة منتظمة وهناك التزام من أعضاء هيئة التدريس للدخول لقاعات المحاضرات، ولن يتم تعليق الدراسة حرصا على مستقبل الطلاب، مضيفا: أنا مع حرية الرأى والتعبير للطلاب لكن إحنا كمسئولين لازم نقولهم الحالة الاقتصادية فى تدهور ونريد تحسينها، أنا ضد العصيان المدنى ويجب أن ننظر للمستقبل ولبناء الدولة، فنحن قاربنا على مرحلة الانتهاء.
ولوح رئيس الجامعة خلال حديثه مع الطلاب بمسدس خرطوش، وقال إن أمن الجماعة ضبطه مع «أحد المشتبه بهم»، مضيفا: «خدوا بالكم فى ناس هتدخل وسطكم وتشيع الفوضى، واحنا لقينا الخرطوش ده ولازم تحموا نفسكوا».
وتحت شعار «لا دستور ولا انتخابات تحت حكم العسكر ولا خروج آمن له»، نظم ما يقرب من 2000 طالب بجامعة حلوان مسيرة داخل الحرم الجامعى، فى نفس توقيت جولة وزير التعليم العالى الذى حثهم على التركيز فى دراستهم وعدم الإضراب حتى تصل البلاد إلى بر الأمان، وأعلن عن إصدار قرار وزارى بشأن لائحة طلابية يتم العمل بها بشكل مؤقت، حتى إقرارها على مجلس الشعب وموافقته عليها، وكذلك قانون تنظيم الجامعات، وتحدث رئيس الجامعة د.محمد النشار، خلال اللقاء، بان ما يحدث الآن من قبل الطلاب والدخول فى إضراب عن الدراسة «هدم للدولة».
وهتف الطلاب ضدهما «حكومة عسكر لازم ترحل مع العسكر» و«جنزورى ما جنزورشى المجلس لازم يمشى» و«يسقط يسقط حكم العسكر»، وهو ما اضطر الوزير إلى الخروج من الباب الخلفى للجامعة خوفا من الطلاب.