اقتصرت مظاهر إضراب 11 فبراير، أمس، على مسيرات طلابية نظمها طلاب جامعات ومدارس خاصة، يشاركهم أعضاء في هيئات التدريس ومعلمون ونشطاء سياسيون، وذلك بمناسبة حلول الذكرى الأولى، لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك. ودخل طلاب في الجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة، أمس، في إضراب عن الدراسة، ونظموا مسيرات ومظاهرات حاشدة تحت شعار (يسقط.. يسقط حكم العسكر) شارك فيها بعض أعضاء هيئة التدريس، مشكلين لجانًا لحماية منشآت الجامعة خلال تعليق الدراسة حتى الثلاثاء المقبل، حدادًا على أرواح الشهداء.
في جامعة القاهرة.. خرجت مظاهرات من مختلف الكليات، طافت أرجاء الجامعة بملابس سوداء، ولافتات مكتوب عليها «حداد»، و«لا خروج آمنًا لحكم العسكر، ولا انتخابات تحت حكم العسكر، ولا دستور تحت حكم العسكر»، ورددوا هتافات: «الإضراب مشروع..مشروع ضد الفقر وضد الجوع»، و«لا حرية في حكم العسكر»، و«عليّ وعليّ كمان.. صوت الحق في كل مكان»، و«إحنا الطلبة مع الثوار حتى يسقط النظام»، ووزعوا بيانًا بعنوان (عصيان مدني) للمطالبة برحيل المجلس العسكري، وإقالة النائب العام، والقصاص العادل لقتلة الشهداء منذ اندلاع الثورة حتى أحداث مذبحة بورسعيد، وتطهير الداخلية والقضاء والإعلام، وانتهت المسيرات بأداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء أمام قبة الجامعة.
وأصدرت إدارات بعض الجامعات تعليمات لاستيعاب الغضب الطلابي، ورفع الغياب من كشوف المحاضرات العملية، وقال الدكتور عزالدين أبوستيت، نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب: إن مجلس العمداء «اتفق على عدم فرض أية عقوبات إدارية على الأساتذة أو الهيئة المعاونة الذين شاركوا، أمس واليوم في العصيان المدني»، مؤكدًا: «احترام الجامعة لحرية الرأي والتعبير، بما فيها رغبة بعض الطلاب في تنكيس الأعلام، وتغطية مسلة الجامعة بوشاح أسود حدادًا على أرواح الشهداء، موضحًا أن الجامعة وضعت احتياطها بوضع خُطة بديلة للحفاظ على منشآت الجامعة وطلابها».
وشهدت جامعة عين شمس، مسيرة طلابية حاشدة خرجت من قصر الزعفرانة إلى خارج أسوار الجامعة، وامتدت حتى نفق العباسية، بمشاركة اتحاد طلاب الجامعة، وحملة دعم البرادعي، وأحرار عين شمس، و6 أبريل، للمطالبة بسرعة تسليم الدولة لسلطة مدنية منتخبة، وعدم وضع دستور تحت حكم العسكر، ووزع الطلاب منشورًا يرد على الاتهامات الموجهة ضد الإضراب، جاء فيه: «لو حد قال لك الإضراب هيسقط الدولة والجيش، قوله ده عمل سلمي لحماية جيشنا من صراعات السياسة، وعشان الجيش يرجع لدوره في تأمين البلاد»، أكد الطلاب المشاركون أن أعضاء هيئة التدريس وعدوهم، بأنهم سيرفعون الغياب فى الأيام الثلاثة المعلن عنها للإضراب، مهددين فى حالة عدم الاستجابة لمطالبهم بتنظيم مسيرة لوزارة الدفاع الثلاثاء القادم».
وأصدر أساتذة الجامعات بيانا وقع عليه أكثر من 100 عضو هيئة تدريس مطالبين بإنهاء الحكم العسكرى للبلاد، ويعلنون فيه عن تضامنهم مع دعوات الطلاب فى العصيان المدنى، ويحملون المجلس العسكرى الحاكم المسئولية الكاملة عن أحداث مذبحة بورسعيد، ويدعون مجلس الشعب لتحمل المسئولية، باعتباره السلطة المنتخبة، فى الدفاع عن أرواح المصريين والوقف الفورى لأعمال العنف من جانب وزارة الداخلية، وإطلاق سراح الشباب المحتجزين والتحقيق العاجل مع المتورطين فى هذه الأحداث من المجلس العسكرى والوزارة، وإعلان جدول زمنى فورا لنقل السلطة التنفيذية لجهات منتخبة، وأوضح الدكتور يحيى القزاز أحد الموقعين على البيان أنه مر عام على الثورة ولم يتحقق من مطالبها شىء، مشيرا إلى أن الطلاب فضلوا العصيان المدنى السلمى بدلا من استخدام العنف، لتصحيح الأوضاع.
وأصدر طلاب الجامعة الأمريكية بيانا يطالبون المجلس عسكرى بتقديم الأدلة على اتهامهم بإسقاط مصر للرد على ما نشر على صفحة (أدمن الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة) على الموقع الاجتماعى (فيس بوك)، والذى قال فيه: «إن هناك مخططا داخل الجامعة يهدف إلى إسقاط الدولة»، جاء فيه: «إن الحركة الطلابية بالجامعة الأمريكية جزء لا يتجزأ من الحركة الطلابية المصرية، وأن هناك تأييدا للإضراب والعصيان المدنى فى 11 فبراير مثل باقى الجامعات المصرية»، ورفض الطلاب التشكيك فى وطنية أحد من طلابها أو أساتذتها أو العاملين بها.
«الشهيد مات مقتول والمجلس هو المسئول.. ارفع كل رايات النصر.. إحنا شباب هيحرر مصر» هذا ما ردده طلاب بالمدارس الخاصة والأجنبية بالقاهرة، فى مسيرة حاشدة انطلقت من مدرسة الجزويت صباح أمس حتى ميدان الكوربة بمصر الجديدة، للمطالبة بإنهاء حكم العسكر.
التظاهرة التى انضم لهم عدد من المعلمين والنشطاء من بينهم علاء عبد الفتاح اتخذت طابعا خاصا بعد قيام الطلاب والطالبات برفع رسوم كاريكاتورية للرسام كارلوس لاتوف البرازيلى..
وتوقف الطلاب أكثر من مرة أمام بعض المنشآت التابعة لوزارة الداخلية مرددين « قتلوا الألتراس الأحرار عشان وقفوا مع الثوار»، ثم توقفوا أمام منشآت أخرى تابعة لوزارة الدفاع مرددين «قوم يا مصرى قول للجيش فين الأمن وفين العيش»، «هو كنيسة هو الأزهر ..يسقط.. يسقط حكم العسكر».
«سبق وتلقينا اتهامات بصغر السن وعدم الوعى بالإضافة للتخريب والعمالة، وفى النهاية استطعنا أن نحاكم الرئيس المخلوع» بحسب عدد من الطلاب فضلوا عدم ذكر اسمهم، وانضم لهذه المسيرة عدد كبير من طلاب وطالبات الجامعات الأمريكية والكندية والبريطانية للتأكيد على إدانتهم لسقوط الشباب تحت حكم المجلس العسكرى.
شارك في التغطية: داليا العقاد وهانى النقراشى وأحمد عويس ووفاء فايز ومروة مرسى.