قالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية في عددها الأسبوعي الصادر اليوم الأحد: إن المصريين وبعد أن أختاروا من يمثلهم في البرلمان سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع في يونيو القادم لانتخاب رئيس جديد للبلاد بعد ثورة 25 يناير. وتحت عنوان "من هو رئيس مصر القادم؟" بدأت المجلة مقالها بالتذكير بتصريحات أدلى بها الرئيس السابق حسني مبارك في 2005 بقوله: "حكم مصر ليس سهلا، وإذا تمسك بي المصريون فماذا أفعل.. لا بد من إعادة ترشحي".
وأشارت المجلة إلى أن "الديكتاتور مبارك يقف اليوم وراء القضبان في الوقت الذي يستعد فيه أبناء الشعب المصري للتوجه لصناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد ولكن بطريقة "ديمقراطية"، وأوضحت "جون أفريك" أن باب الترشح للانتخابات الرئاسية لم يفتح بعد ولكن المرشحين المحتملين يتنافسون للوصول إلى قصر الرئاسة الذي سيفتح أبوابه أمام رئيس جديد ولكن "لمصر بعد الثورة".
ونقلت المجلة عن توفيق أديماندوس الباحث بالجامعة الفرنسية "كوليج دو فرانس" والمتخصص في الشئون المصرية توقعه بأن "الانتخابات الرئاسية في مصر ستُجرى بين عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ومنصور حسن وزير الإعلام الأسبق والدكتور نبيل العربي الأمين العام الحالي للجامعة العربية ووزير الخارجية السابق" مشيرا إلى أن منصور حسن ونبيل العربي على الرغم من أنهما لم يعلنا بعد ترشحهما إلا أن اسميهما يتداولان بشكل كبير.
وأشار المحلل الفرنسي إلى أن السيد منصور حسن الذي تولى حقيبة الإعلام إبان عصر الرئيس الأسبق السادات يتمتع بتقدير التيارات السياسية لمواقفه المعتدلة، كما أن نبيل العربي كان له مواقف أثناء توليه مهام وزير الخارجية في مارس الماضي، موضحا أن هؤلاء الرجال الثلاثة سيفضلهم المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين في ذات الوقت.
واستطرد قائلا: إنه بالنسبة لعمرو موسى فإنه وفقا لاستطلاع للرأي أجراه مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع المعهد المصري-الدانماركي للحوار في الثالث من نوفمبر الماضي حصل على 38.9 % من الأصوات ليكون المرشح المفضل، مذكرا بأن موسى كان له مواقف حاسمة تجاه إسرائيل إبان توليه حقيبة الخارجية في التسعينيات من القرن الماضي "ولكن - بحسب المحلل- يحسبه بعض الثوار على النظام السابق".
وأشار توفيق أديماندوس الباحث بالجامعة الفرنسية "كوليج دو فرانس" - وفقا ل "جون أفريك" - إلى وجود وجوه أخرى من ميدان التحرير يعتزمون خوض الانتخابات من بينهم بثينة كامل التي تعد المرأة الوحيدة المرشحة، وحمدين صباحي مؤسس حزب الكرامة والنائب الاشتراكي السابق "الذي يعد أيضا عضوا من الجمعية الوطنية للتغيير".
كما حلل أيضًا الباحث الفرنسي موقف المرشح المحتمل الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الذي ينتمي إلى الجماعة السلفية التي تعد القوة الثانية في البرلمان المصري "ولكنه - بحسب المحلل - له مواقف متشددة بعض الشيء" ولم يحصل وفقا لاستطلاعات الرأي سوى على 5.7 % من الأصوات.
وأضاف أنه بالنسبة للمرشح الإسلامي الآخر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فإنه "أكثر اعتدالا من الشيخ أبو إسماعيل" وكان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين وتم سجنه أكثر من مرة إبان عصر مبارك، وأشارت "جون أفريك" إلى قرار الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية انسحابه من السباق الانتخابي والأمر نفسه بالنسبة للدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد.
وعلقت المجلة بأن الانتخابات الرئاسية قد تُجرى في مصر قبل صياغة الدستور الجديد بحسب قول الدكتور رأفت فودة أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة، وبالتالي فإن سلطات رئيس الجمهورية وصلاحياته غير معروفة.