أحجم المصريون عن دخول دور العرض السينمائي حزنا على مقتل العشرات مساء الأربعاء الماضي عقب مباراة كرة القدم بين فريقي الأهلي والمصري في بورسعيد وما صحابها من اشتباكات جارية بين المحتجين وقوات الأمن حوا مقر وزارة الداخلية. ويقول الشاب شادي محمد:" لن أرتاد السينما حاليا أو حتى بعد شهر،اذ كيف أفعل ذلك وشباب من المصريين ماتوا غدرا وبدون أي ذنب"،وأنا لا أشاهد الأفلام حتى في التليفزيون ولن أصحب أسرتي للسينما لمشاهدة الأفلام في هذه الظروف".
من جانبه قال سيد مصطفى مترجم 55 عاما"بعيدا عن الحالة المزاجية السيئة التي يمر بها المصريون بجميع فئاتهم فان الحالة الأمنية المتردية في الشارع لا تشجع الأسرة المصرية والكل حزين وخائف على نفسه وأولاده خاصة بعد عمليات القتل الجماعي لشباب مصري أثناء مشاهدة مباراة كرة قدم في استاد بورسعيد".
وأضاف "هناك حالة عدم ثقة في الأمن بسبب الحوادث المنتشرة والفوضى في الشارع ومن يضمن ألا تتكرر حوادث أخرى، فربما أذهب للسينما مع أسرتي فتنفجر قنبلة داخلها ويهاجمنا مسلحون فكل شىء أصبح متوقعا في ظل حالة الانفلات الأمني".
وتوقع نقاد أن تكون مجزرة بورسعيد وما صاحبها من تداعيات ضربة قاسمة لصناعة السينما المصرية التي كانت تأمل الخروج من كبوتها خلال أفلام أجازة نصف العام الحالي بتحقيق إيرادات مرتفعة تعوض المنتجين خسارتهم التي تكبدوها خلال العام الماضي.
وقال الناقد السينمائي طارق الشناوي إنه في الوقت الذي جرت فيه محاولات لإنعاش صناعة السينما باستغلال الأجواء الإيجابية للذكرى الأولى للثورة في جذب العائلة المصرية للسينما مرة أخرى جاءت مجزرة بورسعيد لتدخل السينما المصرية من جديد في نفق مظلم لا يعلم مداه إلا الله".
وأضاف الناقد السينمائي طارق الشناوي :"أتوقع أن يتم تأجيل عرض جميع الأفلام التي كان مقررا عرضها في تلك الفترة أو التي يجري تصويرها فضلا عن إحجام المنتجين عن دخول مشاريع أفلام جديدة يخسرون فيها أموالهم ما يعني توقف تام لهذه الصناعة وتسريح عدد كبير من العاملين فيها".
وبشأن توقعاته لمستقبل السينما ، قال :"تختلف السينما كثيرا عن أي مجال أخر لانها نشاط ترفيهي وبالتالي فهي سلعة حساسة تتأثر بأقل حدث لأنها مرتبطة بالجمهور وحالته المزاجية وهم ما يعني قوة الأمن والاستقرار فما بالك بالأحداث الضخمة، ومجزرة بورسعيد بالتأكيد سيكون تأثيرها كبير ولن يكون زواله بالهين في المستقبل القريب".
من جانب آخر قررت أسرتا فيلما "ريكلام" " و"جدو حبيبي" اللذين كان من المقرر عرضهما جماهيريا الأربعاء الماضي تأجيل العرض لمدة ثلاثة أيام بسبب الحداد، بعد أن توالت شركات إنتاجهما في الإعلان والتنويه عن عرضهما، مما يعني الحاق خسائر كبيرة للشركتين.
وغاب الجمهور أيضا عن أفلام معروضة بالفعل مثل فيلم " واحد صحيح" بطولة هاني سلامة ورانيا يوسف، وفيلم "عمرو وسلمى 3" لتامر حسني ومي عز الدين ، وفيلم "أسماء" للفنانة هند صبري وفيلم "بنات العم" بطولة وتأليف الثلاثي أحمد فهمي وهشام اسماعيل وشيكو، وشاركهم في البطولة يسرا اللوزي وأيتن عامر.
ويقول عاملون في إحدى دور العرض :"لا يوجد جمهور الكل خائف ، ما يحدث خراب في البلد ، نحن نوشك على غلق الأبواب لانه لا جدوى من فتحها، هناك خسائر بملايين الجنيهات، هذا تدمير لصناعة السينما".