بعد أن بدأت مساء أمس الاثنين عمليات فرز أصوات الناخبين في مختلف اللجان الفرعية على مستوى 13 محافظة كانت قد جرت فيها الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشورى على مدى يومين، امتلأت الشوارع المحيطة بنادي مدينة نصر الرياضي ببطاقات (انتخاب لاختيار عضوين وفقًا للنظام الفردي، وبطاقات لاختيار قائمة واحدة وفقًا لنظام القوائم الحزبية)، جميعها تحمل أرقام وختم لجانها الفرعية، ومجموعة كبيرة منها تم التصويت عليها من قبل الناخبين، وذلك في أعقاب إغلاق صناديق الاقتراع.
وتجرى عمليات فرز الأصوات من خلال رؤساء اللجان من القضاة وأعضاء الهيئات القضائية المختلفة تمهيدًا لإرسال النتائج إلى اللجان العامة للانتخابات. وقد حصلت (بوابة الشروق) على مجموعة من بطاقات الانتخاب تلك الملقاة في الطرقات وتحت أقدام المارة وأسفل السيارات، على مرأى من الضباط المكلفون بالتأمين والقضاة أثناء عمليات الفرز، كما أن هناك أجولة مملوءة بتلك البطاقات تم إلقاءها أيضًا دون اهتمام، بينما عمليات الفرز مستمرة.
من جانبه، فقد أكد أحد ضباط القوات المسلحة المكلف بالتأمين –طالبًا عدم الكشف عن هويته- أن "ما يحدث غير قانوني بالمرة، ويساعد على خروج الانتخابات بصورة غير نزيهة، وإضاعة أصوات لناخبين كلفوا أنفسهم للتصويت، كما يؤثر على نسبة الأصوات التي يحصل عليها المرشحين الذين ضاعت بطاقات تصويت ناخبيهم".
وفي السياق، أكد عدد من رؤساء اللجان الانتخابية وضباط مسئولين عن تأمين اللجان في انتخابات مجلس الشورى أن ضعف إقبال الناخبين على التصويت انعكس على أداء منظمات المجتمع المدني المعنية بمتابعة الانتخابات.
وأشاروا إلى أنهم لم يشهدوا إقبالاً من أعضاء المنظمات بالشكل الذي عهدوه في انتخابات مجلس الشعب بمراحلها الثلاث وفى الجولتين الأولى والإعادة.
وقد صاحب انتخابات الشورى انخفاض حجم الدعاية الانتخابية للمرشحين، سواء من حيث الإنفاق أو المؤتمرات الانتخابية، وذلك على عكس انتخابات مجلس الشعب التي أجريت مؤخرًا.
ويرى المراقبون أن ذلك يعود إلى أسباب مختلفة في مقدمتها أن المواطن المصري يشعر بعدم أهمية مجلس الشورى بالمقارنة بمجلس الشعب، إلى جانب إلغاء غرامة ال500 جنيه (ما يعادل 90 دولار) في حالة عدم إدلاء الناخب بصوته.
في حين يرى آخرون أن الفارق كبير بين المجلسين، فالبرلمان هو الأهم من حيث علاقته بالسيطرة على مقاليد السلطة في الدولة، بينما مجلس الشورى لا يعدو كونه استشاريًا، قاصرًا على تقديم مشروعات القوانين والاقتراحات.
إلى ذلك، فقد قام أنصار حزب الحرية والعدالة – الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين- بتسيير سيارات ميكروباص تحمل بوسترات لمرشحيهم، وجابت الشوارع. وناشد بيان لحزب الحرية والعدالة الناخبين التوجه إلى مقار اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم.
هذا ومن المقرر أن يعقد المستشار عبد المعز إبراهيم- رئيس اللجنة العليا للانتخابات، مؤتمرًا صحفيًا غد الأربعاء، لإعلان نتائج تلك المرحلة والأعداد التي حصلت عليها كل قائمة وأسماء الفائزين من الجولة الأولى عن المقاعد الفردية وأسماء الذين سيخوضون انتخابات الإعادة فيها.