صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمان، كتاب جديد للكاتب سلامه كيلة بعنوان"الانتفاضات العربية الصراع الطبقي وممكنات التغيير". ويقع الكتاب في 200 صفحة من القطع الكبير، وقال الكاتب في مقدمة الكتاب: "أصبحت الانتفاضات التي بدأت في 17 ديسمبر 2010 في تونس، وتوسعت إلى مصر في 25 يناير 2011، ثم اليمن بداية شهر فبراير 2011 وليبيا في 17 فبراير 2011، ومن ثم سورية في 15 مارس، وكذلك الحراك الذي حدث في الجزائر نهاية 2010، والمغرب الذي لحق في 20 فبراير، والأردن الذي بدأ بداية شهر فبراير 2011، والبحرين التي سحقت بقوة درع الجزيرة لكنه عاد من جديد، وعمان والعراق، هي الأساس في كل نظرة إلى الوضع العربي، وأصبح المثال الذي تستلهم منه شعوب العالم نضالها، من إسبانيا وبريطانيا الى أميركا" .
وأضاف: "كانت المفاجئة كبيرة لكل النخب ومن ضمنها الأحزاب بكل تلاوينها، وكان الانبهار يعمي عن تحديد الدور، لهذا أصبحت ملحقة بحركة عفوية يلعب الشباب غير المسيس الدور الأساسي في مسارها" .
وأشار إلى أن الكتاب يريد تحليل متابعة متتالية للانتفاضات، ليحاول أن يلم بها جميعا، رغم أن بعض البلدان لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه، خصوصا اليمن التي تعيش ثورة زاهية وعظيمة، أو حتى البلدان التي لم يصل الحراك فيها إلى حالة الانتفاضة مثل المغرب، أو الانتفاضة التي سحقت في البحرين، رغم عودتها من جديد .
وأشار إلى أن الكتاب "ليس سردا لأحداث بل تحليل لحراك شعبي حقيقي، بتحديد الأسباب ودور القوى، وتناول المشكلات والإشارة الى المآلات، ثم مناقشة بعض النتائج وأيضا الرد على موجة التشكيك التي طالت هذه الانتفاضات اعتمادا على نهوض الشعب في ليبيا أو سورية خصوصا، أو دور حلف الناتو في ليبيا، أو التسريبات الموهومة عن دور أمريكي" .
وأكد أن العالم العربي دخل عقدا من الانتفاضات سوف يفضي إلى تغيير عميق يطال النمط الاقتصادي والبنى السياسية، ويؤسس لوضع عربي جديد جوهره الاستقلال عن الإمبريالية وتجاوز التبعية لها، وعودة الصراع العربي مع الدولة الصهيونية، في وضع ستكون فيه في مأزق نتيجة هذا التحول العربي الكبير، مشددا على أننا في أتون الانتفاضات، لهذا لا بد من أن ندرسها بدقة لكي نعمل على تطويرها، وعلى أن تصل إلى تحقيق التغيير الجذري" .