اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الاحد بالعديد من الملفات الساخنة على الساحة العربية ، ونشرت مقالات لكبار الكتاب تتحدث عن انسحاب قوات الرئيس السوري بشار الاسد من بعض المناطق مما يشير الى ضعف النظام الاسدي ، هذا فضلا عن اهتمامها بالملف الايراني وعلاقته بالربيع العربي. متابعة- شيرين بكر حركات التغيير تباطأت حركات التغيير العربية بعد عامٍ على الانطلاقة الزاخرة هكذا يري الكاتب رضوان السيد في مقال نشرته صحيفة "الاتحاد" الاماراتية تحت عنوان "الصراع الغربي الايراني وحركات التغيير"، موضحا ان هذا التباطؤ والتعسر له ثلاثة أشكال : السيولة التي لاتزال الحالة تتميز بها في مواطن الثورات الناجحة بتونس ومصر وليبيا. والانسدادات والمذابح ووجوه القصور التي تُعاني منها الثورات في سوريا واليمن. ومراوحة الحراك مكانه في أقطارٍ أُخرى مثل الجزائر وموريتانيا والسودان. ويقول الكاتب" تختلف أنظار المراقبين في أسباب هذه الظواهر اللافتة، فيعيدها البعض إلى بروز الوجه الإسلامي للثورات، مما دفع الكثير من القوى بالداخل والخارج إلى التردد، أو الانكفاء أو المعارضة. وهذا الأمر إذا كان فيه شيء من الصحة، فهو ينطبق على الخارج، والخارج الأوروبي وليس الأمريكي. أما في الداخل فهو غير صحيح لأنّ بروز الوجه الإسلامي للتغيير وحركيته، كان ينبغي أن يدفع القوى الإسلامية في الأقطار الأُخرى إلى المزيد من الثوران للوصول إلى السلطة، وهو ما لم يحصل حتى الآن. ولذلك لابد من الأخذ بالاحتمال الآخر، وهو الصراع الأمريكي والغربي مع إيران وفي مواجهتها، ومسارعة إيران للردّ بهجومٍ واسعٍ يُهدد بالتحول إلى حروب، ووقوع حركات التغيير في هذا الخضمّ في عدة بلدانٍ عربية. وهذا العامل الطالع بشكلٍ شبه مفاجئ، والذي أثّر سلْباً على الثورات، لا ينفي وجود عوامل ودواعٍ أُخرى داخلية وفرعية، مثل الخلاف بين العسكر والشبان المدنيين بمصر، ومثل الوضع المركَّب للعسكر ونظام الحكم بالسودان وسوريا.. إلخ. بيد أنّ هذا الاصطفاف الغربي الإيراني يظلُّ أبرز عوامل التعطيل والعرقلة والارتهان والتفجير". الوضع العربي وتتساءل صحيفة "الرياض" السعودية في افتتاحيتها "في اي اتجاه يسير الوضع العربي" ، مشيرة الى ان الصورة باتت ضبابية في المغرب والمشرق العربيين. وتقول الافتتاحية:" تونس يسودها قلق قد يؤدي لانشقاق التآلف، لأن الحاجة الملحة للتغلب على مصاعب الضائقة المالية والبطالة فتحت أكثر من باب للتساؤلات المحيرة، وليبيا شعب مسلح انقطع عن التواصل مع العالم بسبب الدكتاتورية النائية عقلاً وتعاملاً، ولا تزال روح القبيلة وتبايناتها ظاهرة في المجتمع، وقد يبدأ النزاع من موقف عادي يفجر أزمات شعبية". ومصر تملك عناصر باختصاصات عالية في الحكومة، والأحزاب، وقبضة الجيش لم تهتز، لكن لابد من نظرة واقعية لترك الدولة تعمل، وإيقاف المظاهر التي أدت إلى تظاهرات ومنازعات أعاقت إعادة بناء المؤسسات التي خربها النظام السابق، والسودان لم يدخل موسم الربيع العربي، لكن العواصف تحاصر النظام، وهناك قوى دولية تعمل على تفكيك هذا الكيان الكبير. وأضافت "في المشرق الحالة مختلفة وإن تشابهت الوقائع، ففي سوريا الحكم لايزال مثل التفاحة الفاسدة المنتظر سقوطها". ضعف النظام الاسدي من جهته تحدث الكاتب طارق الحميد في مقال نشرته صحيفة "الشرق الاوسط" تحت عنوان "بنغازي السورية" عن مجريات الاحداث في سوريا ، مشيرا الى ان الثوار هناك باتوا يبحثون عن بنغازي سوريا على غرار مدينة بنغازي الليبية التي مثلت نقطة التحول الرئيسية في الانتفاضة الشعبية ضد نظام العقيد القذافي. ويقول الكاتب:" فالثوار السوريون يقومون اليوم بانتهاج استراتيجية تبدو ذكية، وفعالة إلى حد الآن، وهي البحث عن بنغازي سورية، أو كما قال لي مصدر مطلع على ما يدور على الأرض في سوريا، إن الثوار هناك يبحثون عن بنغازيات، وليس بنغازي واحدة فهناك حمص، والزبداني، وغيرهما، مما اعتبرها الثوار السوريون مدنا محررة. وإن كانت هناك تساؤلات بالطبع حول انسحاب الجيش الأسدي من بعض تلك المناطق، خصوصا أن الانسحاب جاء نتاج تفاوض مع الجيش السوري الحر، والذي بات يحمي بعضا من المظاهرات في مناطق حساسة بسوريا، وبعض منها في ريف دمشق، وهو أمر بالغ الأهمية؛ حيث يفسر ضعف واهتزاز القوات الأسدية، وتضعضع سيطرتها على بعض المناطق السورية". واضاف " الثوار باتوا يسعون إلى فرض واقع جديد بحثا عن "بنغازيات" سورية، وحتى تحين لحظة الصفر لتوصيل تلك المناطق المفرقة في خط أو سياق واحد، لتكون هناك منطقة عازلة فعليا، وقبل تدخل أي جهة خارجية، وهذا ما قد يبرر المعلومات التي تتردد عن محاولة النظام الأسدي لإشراك مجموعات من حزب الله للمساعدة على إفشال مشروع "بنغازيات" سورية! كما أن هناك رواية تقول إن النظام الأسدي يعمد إلى انتظار رحيل وفد المراقبين العرب ليقوم بتسديد الضربة الأخيرة للثوار". اللعبة انتهت وعن الشأن الايراني نشرت "الشرق الاوسط" مقال للكاتب عبد الملك ابن احمد ال الشيخ تحت عنوان "ايران اللعبة قد انتهت" ، مشيرا الى انه منذ قيام الثورة الخمينية في إيران والمحللون السياسيون ومراكز البحث في الغرب، وبالأخص في الولاياتالمتحدةالأمريكية، يستخدمون مصطلح "الصفقة الكبرى" عند الحديث عن الصفقة النهائية المتوقعة بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران حول الخليج العربي. ويقول الكاتب" التطورات السياسية في العالم العربي فيما يطلق عليه اصطلاحا الربيع العربي، وانكشاف الوجه الطائفي للنظام الإيراني في تعامله مع الوضع في البحرين وسوريا واليمن وغيرها، وتقلص نفوذه في هذه الدول نتيجة استيقاظ الشعوب العربية، وإدراكها للدور التخريبي الإرهابي للنظام الإيراني في العالم العربي، بل في العالم أجمع، وانكشاف الوجه المزيف للثورة الإيرانية حول القضية الفلسطينية، ومزاعمها حول نصرة المستضعفين، إضافة إلى استمرار إيران في تحديها للمجتمع الدولي من خلال سعيها الحثيث لامتلاك السلاح النووي". وأخيرا تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، الشريان الحيوي للعالم، قد أعاد حسابات الولاياتالمتحدةالأمريكية، بل والعالم في التعامل مع تلك الطموحات الإيرانية، وكذلك إعادة تعريف الدور الإيراني في المنطقة. وأضاف" إن تأمين منطقة الخليج العربي ضد التهديدات الإيرانية، وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، يتطلبان تحالفا دوليا بدت تظهر ملامحه، ولن يتسنى تحقيقه إلا باتفاق إقليمي وعالمي يضع استقرار دول الخليج العربي فوق كل اعتبار، ويمنع إيران من امتلاك السلاح النووي". إن تحقيق هذه الغاية يتطلب أكثر من مجرد خطط ومناورات من الضغوط الدبلوماسية والحظر الاقتصادي تعيد الفريقين مرة أخرى إلى ملعب المفاوضات وعقد الصفقات، فالاستقرار في منطقة الخليج العربي لم يعد مطلب دول الخليج العربي وحدها، بل مطلبا دوليا، فالكرة الآن في الملعب الدولي، وعلى التحالف العالمي أن يرسل رسالة واضحة للنظام الحاكم في إيران بأن اللعبة قد انتهت. اكتمال الربيع العربي من جهتها نشرت صحيفة "الحياة" مقال للكاتب عبدالله اسكندر تحت عنوان "الممانعة والربيع العربي" ، حيث يشير الكاتب الى ان الاخوان المسلمين في العالم العربي باتو ادوات في يد الهيمنة الامريكية ومرادفها الاقليمي اي الرضوخ الى اسرائيل ومناهضة المقاومة ، موضحا ان الاسلاميين العرب يعتبرون أن إيران وحلفاءها يقفون في مواجهة التطلعات الشعبية نحو التغيير ويمنعون اكتمال أهداف الربيع العربي. ويقول الكاتب"لم يعد خافياً ان الانقسام السياسي، في منطقتنا، بين "الممانعة والمقاومة" من جهة و"الربيع العربي" من جهة أخرى، بات يتطابق مع الانقسام المذهبي. فبعد سنوات من تبجيل الممانعة والمقاومة، انتهت أحزاب اسلامية ذات مرجعية سنّية، وفي مقدمها جماعة الاخوان المسلمين، الى توجيه نقدها الى الموقف السلبي لحاملي لواء هذين الشعارين، وفي مقدمتهم إيران وسوريا وحلفاؤهما خصوصاً "حزب الله" وبعد سنوات من الحوار ومساعي التقارب المذهبي والجبهات الموحدة، والاشادة بالصحوة الاسلامية العربية، راحت ايران، ومعها حلفاؤها في سورية و"حزب الله"، يشككون بنيات اصحاب هذه الصحوة، خصوصا بعد وصولهم الى السلطة في مصر وتونس. ويعلنون اشتباههم بأن الاسلاميين العرب لم يحددوا موقفاً قاطعاً يؤكد دعم الممانعة والمقاومة، لا بل يتوجهون نحو حوار مع الولاياتالمتحدة والغرب، إن لم يكن بعضهم يعمل فعلا لمصلحة هذا الغرب، خصوصا عندما يتعلق الامر بسوريا".