أكد محمد سالم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن عودة مصر إلى القارة الأفريقية بكل ما تعنيه الكلمة هو توجه استراتيجي لوزارة الاتصالات، وأن زيارته الحالية إلى إثيوبيا تأتي في هذا الإطار، مشيرا إلى أن هناك خططا لزيارة دول أفريقية أخرى عقب هذه الزيارة وخاصة لدول حوض النيل. وقال سالم :"إننا على قناعة تامة بأن هذا التوجه يصب في مصلحة مصر وأن زيارتنا الحالية هي جزء من استراتيجية طويلة الأجل للتعامل مع الدول الأفريقية بما يعود بالمصلحة على مصر وعلى هذه الدول الأفريقية"، مشيرا إلى أن إثيوبيا تحظى بأهمية خاصة من حيث حجم وتعداد سكانها وقيمتها في المنطقة ونحن ننتهج في اتفاقياتنا معها أسلوب معين وهو التنفيذ قبل التوقيع ومهمتنا الأساسية في هذا الصدد هو تنفيذ الاتفاق الذي وقع أمس الأربعاء.
وأضاف "اتفقنا مع الجانب الإثيوبي على أن خطة تنفيذ اتفاق خطاب النوايا الذي وقعه الجانبان أمس ستكون جاهزة خلال أسبوعين من الآن"، مشيرا إلى أن أثيوبيا لديها خطة استراتيجية لتعزيز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأن الجانب المصري عرض على الجانب الأثيوبي نقاطا للتعاون في عدة مجالات ولاقت قبولا منهم وهي تنمية الموارد البشرية ودعم الحكومة الإلكترونية وتنظيم الاتصالات وأمن شبكات الإنترنت (الأمن السيبرالي) والتعاون في القرى الذكية، وكذلك ما يمكن أن تساعد به الشركة المصرية للاتصالات، وأوضح أن كل مجالات التعاون هذه، تصب في إطار استراتيجية إثيوبيا.
وأكد أن زيارته إلى مفوضية الاتحاد الافريقي وكذلك لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لأفريقيا والمقررة في وقت لاحق اليوم هو التعرف على مجالات وأنشطة التعاون بين مصر وهاتين المنظمتين الكبيرتين اللتين تتسمان بأنشطة كبيرة في القارة، موضحا أن "مصر لابد أن تكون جزءا من أنشطة منظمات القارة وأن الأهم هو استدامة هذا التعاون".
وفيما يتعلق بخدمات الهاتف الخلوي في مصر، قال سالم :"نعلم تماما أن خدمة الموبايل في مصر حاليا ليست في أحسن أحوالها، ونبذل كل الجهود لتحسينها، ولكن ما يحدث أنه في ظل نوع من الانفلات الأمني يقوم بعض الأهالي بتحطيم محطات لتقوية شبكات المحمول وهو ما قد يضعف من الخدمة".
وأضاف "ولكن إذا نظرنا بشكل عام إلى جودة خدمات المحمول في مصر، فهي تعد أفضل كثيرا من بعض الدول الأوروبية والأمريكية وهي بشكل عام أيضا من أفضل الخدمات في المنطقة"، وقال إن "المنافسة الشديدة بين الشركات في مصر خفضت الأسعار إلى حد، وإذا كان هناك سوء للخدمة، فهي قد تكون بسبب هذه المسألة".
وبالنسبة لخدمات الانترنت قال الوزير "نعلم أن أسعار الخدمة ليست منخفضة إلى حد كبير، ولكن من حيث الحزمة بشكل عام، مازالت مصر من الدول الأقل في أسعار خدمات الانترنت بين دول المنطقة. وهناك خطة لتطوير خدمات الانترنت بالحزمة العريضة بالاستعانة بالقطاع الخاص وبدون تحميل الحكومة أي تكاليف وأن هذه الاستراتيجية ستوفر 40 ألف فرصة عمل خلال أربع سنوات وستعود بالنفع المادي على الحكومة وسوف تزيد من حق المواطن في الحزمة العريضة (البرود باند)".
لكنه قال إن أي تخفيض كبير في أسعار خدمات الانترنت سيقلل من دخل الشركة المصرية للاتصالات والتي تملك الحكومة 80 % منها، ونحن نحتاج حاليا الى أموال لدفع الاستثمارات، حيث أننا ندخل على مرحلة استثمار تحتاج الى تمويلات". وقال "من حق أي مصري أن تكون لديه سرعة كافية في خدمة الانترنت في أي وقت وبسعر معقول، ولكن هذا الموضوع صادف أزمة إقتصادية في البلد ونحتاج الى تمويلات لتعزيز الاستثمارات".
وقال "سنعقد لقاءات مع شركات المحمول ومع الشركة المصرية للاتصالات لمحاولة جعل سوق المحمول والانترنت أكثر توازنا ولتطوير هذه الخدمات بقدر الممكن، ولتبادل الآراء حول هذا الموضوع".
ووصل محمد سالم إلى أديس أبابا أمس على رأس وفد من مسئولي وخبراء وزارة الاتصالات في زيارة إلى إثيوبيا تستغرق يومين، حيث وقع أمس مع وزير الاتصالات الاثيوبي ديبر ريتسون "خطاب نوايا" يقضي بالاستفادة من الخبرات المصرية في تنمية الكوادر البشرية والتدريب في عدة مجالات تتعلق بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومن بينها ادارة وتأمين الفضاء الإلكتروني وادارة الطيف الترددي. ومن المقرر أن يلتقي في وقت لاحق اليوم مع رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينج، ومع عدد من كبار المسؤولين بالمفوضية، وكذلك مع عبد الله جانيه الرئيس التنفيذي للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لافريقيا.