أصدر أكثر من 300 مبدع وفنان سوري اليوم الاثنين، من باريس بيانا باسم "تجمع مبدعي سوريا من أجل الحرية" نددوا فيه بالنظام الأمني الحاكم في سوريا وأعلنوا "الانحياز الى شعب يبتدع حريته"، معتبرين أن المؤسسات الثقافية السورية الرسمية "فقدت كل شرعية أخلاقية ومهنية". وجاء في البيان الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه أن "آلة السلطة التي انتهكت حق التعبير بالمنع والمراقبة تمنع اليوم حق الحياة"، مضيفا أن "المدارس تحولت الى معتقلات والمشافي الى غرف تعذيب وفقدت المؤسسات الثقافية كل شرعية اخلاقية مهنية".
ورأى الموقعون أن "فقدان هذه المؤسسات لشرعيتها يدفعنا لنبحث عن انسانيتنا خارج هذه الشرعية الملطخة بدماء السوريين. نحن اليوم اذ ننتمي للحرية والابداع، وننحاز لشعب يبتدع حريته وننحاز لحريتنا وإنسانيتنا".
وشرح البيان وضع الفنان السوري نسبة الى ما يجري بالقول "لقد حاول بعضنا او كلنا المقاومة بالفن وصون حق الرأي في ظروف تنكر حق الرأي وتحتكره وتشتريه وتبيع بعضه وقدر لنا جميعا المثول امام عبيد المخابرات وخدمها وقد حاضروا بنا في الشعر والموسيقى والمسرح بوصفهم فقهاء".
وأشار البيان إلى أن "بعض الفنانين السورييين وأمام هذا الواقع التزموا الصمت وسكتوا، في حين خاض البعض معارك وهمية ضد زملائه الذين هم في مثل وضعه، وصمد البعض الآخر لينال تعاطف الاغلبية لكنه أصبح معزولا".
وتابع البيان واصفا حال المبدعين "لقد حوصرت مخيلة المبدعين السوريين لعقود طويلة في مؤسسات فاسدة ووزارات فاسدة ونقابات فاسدة اخترعت المخيلة الامنية ومدرائها وشبيحتها".
ووصف البيان ما يحدث في سوريا اليوم بأنه "صراع بين مخيلتين: الاولى تضج بفن التظاهرات وحلولها الحركية البصرية وبالغناء والرقص والسخرية وتمجيد جمال الحياة والحرية"، بينما "ترقص المخيلة الاخرى على اجساد القتلى والمعتقلين وتقتل الحياة وتكره وتلعن الحرية".
وشدد البيان على "أن سوريا المستقبل هي سوريا الانسان والحرية ودولة ديمقراطية مدنية تعددية، اساسها تداول السلطة والمواطنة المتساوية امام قانون عادل، سوريا لا يختزلها حزب واحد أو أوتوستراد واحد باتجاه واحد وباسم واحد".
وختم البيان الذي وقع باسم "تجمع مبدعي سوريا من أجل الحرية" بالقول "نحن، تجمع فناني ومبدعي سوريا من أجل الحرية، نعلن اليوم بدء بحثنا عن شرعية جديدة تطلق حرية الابداع وأسئلته وتصون استقلاله ولا تساوم على حقوق الانسان".
ووقعت البيان شخصيات تنتمي لميادين الفن والابداع المختلفة في سوريا وعلى رأسها أسامة محمد، ومحمد ملص، وفارس الحلو، وعلي فرزات، وهالة عبدالله، وهالة محمد، ونضال الدبس وغيرهم.