المؤشرات الأولية لدراما 2012 توضح أن الأزمة مستمرة، وأن المعاناة التى واجهتها مسلسلات 2011 مازالت تهدد كثيرا من المشروعات الدرامية، حيث توقفت بعض المسلسلات لأسباب عديدة ومختلفة. يأتى فى مقدمتها توتر أحوال الشارع المصرى وضبابية المشهد فى سوق العرض على القنوات الفضائية وغيرها، ولكن يقف على الجهة الأخرى منتجون ونجوم يصرون على المغامرة والسباحة ضد التيار.
أعلن عدد من النجوم تحديهم للظروف المادية وإصرارهم على تقديم أعمال درامية فى ظل سوق عرض مضطرب، ويأتى فى مقدمة تلك الأعمال كل من «الخواجة عبدالقادر» ليحيى الفخرانى وسلافة معمار الذين سيبدأ تصويره خلال الأيام القليلة المقبلة، و«باب الخلق» لمحمود عبدالعزيز وإخراج عادل أديب والذى بدأ بناء ديكوراته فى استوديو النحاس.
وكذلك الفنانة يسرا التى ستبدأ تصوير مسلسل «شربات لوز» تأليف تامر حبيب وإخراج خالد مرعى منتصف يناير داخليا فى ديكور بيتها باستوديو مصر، ومسلسل «أهل إسكندرية» لمنة شلبى والذى سيبدأ المخرج خيرى بشارة تصويره منتصف فبراير المقبل فى الإسكندرية، حيث تشهد مدينة الثغر عددا كبيرا من مشاهد المسلسل، ينتقل بعدها فريق العمل إلى القاهرة لاستكمال التصوير.
ومسلسل «سلسال الدم» لعبلة كامل ورياض الخولى وأحمد سعيد عبدالغنى، والذى سيبدأ العمل به خلال الأسبوع الأخير من يناير، و«ابن موت» لخالد النبوى وعلا غانم الذى قرر مخرجه سمير سيف بدأ تصويره فى مدينة الإنتاج الإعلامى خلال النصف الأخير من يناير.
أيضا مسلسلات «الصقر شاهين» لتيم الحسن، و«النيل الطيب» لحسين فهمى الذى يبدأ تصويرهما خلال شهر يناير داخليا، فالأول سيكون بمدينة الإنتاج الإعلامى داخل ديكور الحى السكندرى، والثانى داخليا باستوديوهات الجابرية، وستبدأ غادة عبدالرازق تصوير مسلسلها «مع سبق الإصرار» قريبا فى تايلاند.
وينضم لمسلسلات 2012 «الخفافيش» الذى يجرى تصويره حاليا بمدينة الإنتاج الإعلامى، بينما ينتظر المؤلف ياسر عبدالرحمن أحمد والمخرج إسلام خيرى عودة جمال سليمان لمصر حتى يحددوا موعدا لبداية تصوير مسلسل «سيدنا السيد»، والذى تم الانتهاء من كتابة 25 حلقة فيه.
على الجانب الآخر، هناك بعض الأعمال التى تحاول أن تتجاوز الأزمات التى تحيط بها فى محاولة للحاق بالعام ومنها مسلسل «شفيقة ومتولى».
كما لم يشفع النجاح الكبير الذى حققه مسلسل «شارع عبدالعزيز» للفنان عمرو ولم يمنحه حصانة من تعرض مسلسله «المؤامرة» لأزمات، وبعد أن تعاقد مع شركة كنج توت على مسلسل جديد من تأليف عمرو الدالى الذى أكد أن المسلسل تم تأجيله للعام المقبل نزولا على رغبة المنتج هشام شعبان، ولكن عمرو سعد يسعى للحفاظ على وجوده بين نجوم رمضان 2012 من خلال مسلسل آخر بعنوان «خرم إبرة» تأليف حسان دهشان، وإخراج إبراهيم صخر ومع نفس شركة الإنتاج، وقال المنتج هشام شعبان: «وجدنا أن موضوع العمل الأخير أنسب لتقديمه العام الحالى، ولذلك قمنا بإرجاء الآخر للعام المقبل».
وفى قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون تنتظر خطة الإنتاج الدرامى لهذا العام اعتماد الميزانيات، مما دفع القطاع للاكتفاء بخمسة أعمال منها مسلسل «أشجار النار» الذى انتهى من تصويره، و«بنات فى بنات» و«الإمام الغزالى»، و«أهل الهوى»، وأخيرا مسلسل بعنوان «شارع محمد على»، بينما تم تأجيل عدد كبير من المشروعات التى كان المسئولون فى ماسبيرو قد أعلنوا عنها سابقا، ومنها مسلسل «شجرة الدر» تأليف يسرى الجندى، الذى استنكر تأجيل المسلسل للعام الثانى على التوالى، وقال: «لا أستطيع تفسير ما حدث، فقد تقدم المحامى الخاص بى أكثر من مرة بطلب لسحب المسلسل من القطاع ولكنهم رفضوا بشدة مؤكدين أن العمل يخصهم، ولا يرضيهم سحبه».
ومن جانبه ينتظر المؤلف أن تحدث انفراجة فى أزمة مسلسله ويقول: «لم اقصر تجاه التليفزيون المصرى إطلاقا، ولدى أمل فى القيادات الجديدة للقطاع والذين ربما يعيدوا النظر فى التعامل مع شجرة الدر».
واستمرارا لسلسلة الأزمات التى يعانى منها مسلسل «الميراث الملعون» للفنان فاروق الفيشاوى والسورية قمر خلف تأليف محمد صفاء عامر وإخراج محمد حلمى، قام صفاء عامر بتقديم مذكرة للواء أحمد أنيس وزير الإعلام يوضح له فيها أن قطاع الإنتاج ملزم بتنفيذ العمل، وأنه ينبغى ألا يؤجله مرة أخرى، حيث قام القطاع العام الماضى تحت رئاسة راوية بياض بإخراج المسلسل من خطة العام الماضى، كما لم يدرج فى قائمة الأعمال التى أعلن القطاع عن تقديمها هذا العام.
وللسنة الثالثة على التوالى، يتم تأجيل مسلسل «الشيماء» الذى من المقرر أن تقوم ببطولته صابرين، وقال مخرجه عصام شعبان: «يبقى رأس المال هو المحرك الرئيسى لكل ما يحدث، فلا أتوقع أن يتم عمل المسلسل فى الوقت الحالى الذى يشهد اضطرابا فى السوق العربية والتسويق وخصوصا أن العمل سيتكلف مبالغ باهظة، هذا بالإضافة إلى أنه يحتاج تصوير فى سوريا، والتى تشهد ثورة عارمة يستحيل معها سفر فريق العمل».