أكد الدكتور أندريا زكى مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية أن نتائج الانتخابات البرلمانية فى مرحلتيها الأولى والثانية ، رسمت خريطة سياسية جديدة لابد من استيعابها بقدر كبير من المرونة وأبرز ملامحها أن هناك علاقة جديدة للدين بالسياسة بعد صعود التيارات الدينية فى الانتخابات . مشيرا الى أن الانتخابات هى أول خطوة فى طريق إرساء الديمقراطية الذى يحتاج الى الكثير من الاصلاحات السياسية .
جاء ذلك خلال افتتاحه الليلة الماضية لاعمال مؤتمر تحديات التحول الديمقراطى "والذى يعقد بمدينة بورسعيد لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة نخبة من رجال الدين الاسلامى والمسيحى والمفكرين والاعلاميين وأساتذة الجامعات .
وأشار زكى الى أنه يصعب أن يتصور البعض أن الاغلبية السياية دائمة والاقلية دائمة وربما تتبدل الصورة فى الانتخابات المقبلة بعد 5 سنوات ، مشيرا الى أهمية أن تحترم الاقلية الأغلبية وتستوعب الاغلبية الاقلية .
وأشار أندريا زكى الى الثورة المصرية كانت نقطة فارقة فى تاريخها ولايتصور أحد أنه يمكن اعادة إنتاج النظام القديم أو العودة الى الاستبداد .
ومن جانبه قال الشيخ محمود عاشور عضو مجمع البحوث الاسلامية أن مصر قامت بها ثورة عظيمة وعاش الشعب متحدا بكل طوائفه 18 يوما فى مثال رائع على وحدة الصف ولكن بعض الحوادث التالية احدثت ألما عميقا .
وأشار الى أن الازهر الشريف هو منارة الوسطية والاعتدال وأن دوره تعاظم فى الفترة الاخيرة بعد ظهور التيارات الدينية المتشددة التى أخذت مصر بعيدا عن مشاكلها الجوهرية والحقيقية ، مشيرا الى أهمية تطوير الخطاب الدينى دون المساس بالثوابت الدينية .
ومن جانبه أكد الدكتور محمد نور فرحات أستاذ القانون وأمين عام المجلس الاستشارى أن مصر تواجه عددا من التحديات الهامة فى الفترة الراهنة أبرزها صياغة علاقة جديدة بين الدين والدولة وإرساء مفاهيم الديمقراطية السلمية وتحديد علاقة القوات المسلحة بالمجتمع السياسى .
وأشار إلى أهمية تدراك السلبيات السابقة فى الممارسة السياسية خاصة اقحام الدين فى الاستفتاء السابق فى 19 مارس الماضى .
كما أشار إلى أن الدستور القادم لابد أن يعكس التوافق الوطنى ويمثل كل فصائل المجتمع ولايستأثر به فصيل دون آخر .. مشيرا إلى سعى التيارات الدينية لاستبدال كلمة مبادىء الشريعة فى المادة الثانية بكلمة أحكام الشريعة رغم اتفاق فقهاء الدين على أن بعض الاحكام مرتبطة بظروف تاريخية ومكانية معينة .
ودعا إلى أن يكفل الدستور الجديد الحريات وتأكيد مبدأ المساواة .