أكد المهندس إبراهيم المعلم- رئيس مجلس إدارة دار الشروق، أن الثورة المصرية لن تستمر وتنجح في مصر فقط، بل ستغير المنطقة بأكملها مع الثورة التونسية، كما أن الانتخابات البرلمانية أحد أهم نتائج ثورة الشعب المصري، وكلما ارتفع عدد المشاركين في تلك الانتخابات كلما كان البرلمان ممثلاً عن الشعب، غير أن التحدي الحقيقي الذي يواجهنا هو كيفية تعظيم مكاسب الثورة وتحجيم المعوقات التي تواجهها.
وأوضح المعلم، أن الثورة المصرية كشفت المشاكل والسلبيات في المجتمع الذي نعيشه، فتبين لنا أنه لدينا دعم يمثل 33% من الميزانية وفوائد ديون 22% وهي مشاكل تحتاج إلى قدرات إبداعية للتغلب عليها، ولابد من وجود الإرادة السياسية لعودة الأمن مرة أخرى للشارع للتصدي لكل تلك المعوقات.
وصرح المهندس إبراهيم المعلم، خلال لقاؤه الإعلامية ريهام السهلي، في برنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور" الفضائية، بأن مصر كانت ستضيع إذا فشلت ثورتنا، وإلى جانب هذا فلم نشعر بعمليات تطهير سريعة للكوادر الفاسدة بعد الثورة، ولابد من وجود عقيدة جديدة للشرطة معلنة قائمة على احترام حقوق الإنسان.
وأشار المعلم إلى أنه لابد وأن نحيي أحزاب الحرية والعدالة والنور والكتلة المصرية على النتائج التي حصلوا عليها، ويجب ألا نخاف من التيارات والأحزاب ذات التنوع الفكري والإيديولوجي، فنحن في أمس الحاجة إلى حكومة ديمقراطية مدنية وليست عسكرية.
وشدد كذلك على أن القوى التي ستفوز في الانتخابات عليها أن تعمل على صياغة دستور متوافق عليه في الشارع المصري، ويجب أن نعلم أن البرلمان المقبل لن يكون لديه وقت للمناقشة في قضايا فلسفية، فهناك مشاكل تعاني منها مصر من ضمنها التعليم والطاقة والصحة، والتي تحتاج جهدًا كبيرًا من كل الأحزاب لمحاولة التغلب عليها.
ولفت المهندس إبراهيم المعلم في حديثه إلى أنه من مزايا الديمقراطية أن لديها القدرة على تصحيح الأخطاء والمسارات، لذا يجب تجاوز الخلافات الشكلية حتى لا تتفاقم مشاكل مصر.
وصرح المعلم بأن الدكتور فتحي سرور عندما كان وزيراً للتعليم في العام 1992 كان لا يعرف أدب الراحل نجيب محفوظ، وقال لي أيضًا "إن أدب نجيب محفوظ كله حشيش ودعارة"، كما "أرجو من الدكتور عبد المنعم الشحات قراءة كتب الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، ومن حقه أن يرفض أو يقبل أدب نجيب محفوظ لكن بعد قراءته"، مشيرًا إلى أن "الأستاذ سيد قطب هو أول من اكتشف نجيب محفوظ وكتب عنه". وأضاف أنه لم يصدر قرار من الأزهر بمنع رواية (أولاد حارتنا)، ولا ننسى أن "نجيب محفوظ أكد أن أساس النهضة في أي دولة الإسلام والعلم".
وأوضح رئيس مجلس إدارة دار الشروق، أن "الأزهر لديه سلطة المنع على القرآن وتفاسيره، ولكن ليس على الأدب والرواية، كما أن نجيب محفوظ قال إذا الأزهر رفض نشر أولاد حارتنا لن أنشرها".
وأكد المعلم أن "قوة الشعب لا تقهر، ولا أحد يستطيع أن يمنعنا من الوصول إلى الدولة المدنية الديمقراطية التي نريدها، ولابد أن نحترم الانتخابات ورأي الشعب في الانتخابات، ونحن في حاجة إلى دستور حقيقي يشارك فيه كافة أطياف وتيارات المجتمع المصري".