أثارت الأعمال الفائزة في صالون الشباب في دورته ال 22 ، جدلا بين الفنانين التشكيليين والخبراء حول مدى تعبيره عن ثورة 25 يناير . وبدأت مساء أول من أمس في قصر الفنون بساحة دار الأوبرا الدورة 22 لصالون الشباب بعد أن كانت ألغيت أنشطة ثقافية وفنية عدة منذ اندلاع الثورة، منها معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي كان مقررا في يناير الماضي، ومهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال في مارس، ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في سبتمبر، والمهرجان القومي للمسرح، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نوفمبر الجاري .
وحملت الدورة الجديدة لصالون الشباب شعار (التغيير) ويشارك فيها 284 عملا لفنانيين من شباب تشكيليين وتتنوع مشاركاتهم في مجالات منها التصوير والرسم والنحت والخزف والتصوير الفوتوغرافي والجرافيك وفنون الفيديو .
وتبلغ جوائز الصالون 180 ألف جنيه، إضافة إلى منحة إقامة لمدة أسبوعين بالأكاديمية المصرية للفنون في روما . والجائزة الكبرى للصالون قدرها 20 ألف جنيه تقاسمها كل من أسامة عبد المنعم ومنى حمدي .ويستمر عرض الأعمال المشاركة في قصر الفنون ومركز محمود مختار الثقافي حتى 13 ديسمبر القادم .
وقالت الفنانة التشكيلية سها أمين إن غالبية الأعمال الفائزة في الصالون لا تعبر عن روح الثورة المصرية، معربة عن استغرابها من فوز أعمال ترى أنها لا تستحق، فيما أعمال أخرى ترى أنها تستحق الفوز بجوائز لم تنل أي تكريم. واتفقت الفنانة التشكيلية دينا محمد مع زميلتها في أن هناك العديد من الأعمال الجيدة المعروضة في الصالون لم تنل أي تكريم، فيما فازت أعمال مكررة بجوائز . وقالت إنها لم تشعر بأن الصالون يعقب ثورة 25 يناير .
واختلف الفنان الشاب محمد رضا مع زميلتيه، قائلا إن الأعمال الفائزة في الصالون هذا العام جيدة وتستحق الفوز بجوائز، مشيرا إلى أن الحكم على العمل الفني مسألة نسبية، وأضاف أنه يرى أن هذه الأعمال تعبر عن روح الثورة المصرية وشعار المهرجان ، وهو التغيير .
من جانبه، قال رضا عبد السلام رئيس لجنة الفرز والتحكيم ، إن أداء لجنة التحكيم لم يسمح بالمراهنة والمزايدة على حدث ثورة 25 يناير، بل المراهنة على فعل إبداعي جاد ومخلص يهدف إلى التحديث والتغيير في لغة الفن وإشكالياته الفنية والجمالية ومضامينه الإنسانية .
وفى سابقة هى الأولى من نوعها قامت نخبة من النقاد الفنيين بصحبة زوار الصالون هذا العام خلال جولتهم لمشاهدة الأعمال المعروضة، تحت عنوان "جولة مع ناقد" للوقوف على مقومات العمل الفنى والتقنية المستخدمة والرد على استفسارات وأسئلة الزائرين .
وكان عماد أبو غازي وزير الثقافة، وصلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكلية ورئيس الصالون، افتتحا الدورة 22 من الصالون تحت شعار "التغيير" بحضور حمدى أبو المعاطى نقيب التشكليين، وأشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق، ورضا عبد السلام رئيس لجنة التحكيم، وخالد حافظ قومسيير الصالون، ومحمد دياب رئيس الادارة المركزية لمراكز الفنون ولفيف من النقاد المهتمين بالحركة التشكيلية . ويضم الصالون 284 عملا فنيا، شارك فيها 264 فنانا .
وفاز أسامة عبد المنعم بكالوريوس فنون جميلة جامعة المنيا ومي حمدي بكالوريوس تربية فنية جامعة حلوان بالجائزة الكبرى مناصفة عن عمل مركب وقيمتها 20 ألف جنيه وأوسكار وشهادة تقدير .
كما فاز كل من أحمد قاسم " تصوير" ، باسم عبد الجليل "جرافيك"، مصطفي سمير "جرافيك"، هند الفلافلي "رسم"، ابراهيم سعد "تجهيز في الفراغ"، مناصفة بين سحر عناني، هاني غبريال "تصوير و عمل مركب"، مناصفة بين أحمد الحسيني وحاتم السيد ومحمد كمال "خزف"، مناصفة بين احمد بدير وايمان ابراهيم "كمبيوتر وفيديو"، مناصفة بين أمير فكري وماجد ميخائيل "نحت"، مناصفة بين نورا سيف وكريم بسيوني "مونوتيب وتصوير" ، وحصل كل منهم على جائزة قدرها 10 آلاف جنيه وشهادة تقدير.
أما عن الجوائز التشجيعية وقيمتها 5 آلاف جنيه وشهادة تقدير فجاءت لكل من وفاء يحيي وحسنة حنفي "مناصفة" بيرفورمانس"، أسماء جنيدي "فيديو" .وقد فازت يارا مكاوي بجائزة الشهيد أحمد بسيوني وقيمتها 5 آلاف جنيه، كما فازت فاطمة عزت بجائزة الشهيد زياد بكير وقيمتها 5 آلاف جنيه . وحصل حسام سواح علي منحة لمدة أسبوعين بالأكاديمية المصرية للفنون بروما .
أما عن جوائز رويال وقيمة كل منها 5 آلاف جنيه، فاز بها الأول هيثم هدايه، والثاني احمد صبري ، والثالث محمد مفتاح، والرابع تامر شاهين . كما فاز في مسابقة النقد الأدبي والفنى كل من هبة عبد المحسن الحائزة علي الجائزة الأولى وقيمتها 3000 جنيه، وفازت بالجائزة الثانية سوزان عبد الواحد وقيمتها 2000 جنيه، كما فازت صالحة شعبان فرغلي بالجائزة الثالثة وقيمتها 1000 جنيه.
وأوصت لجنة الفرز والتحكيم باستبعاد اللوحات الجدارية المنفذة بتقنية الموازييك علي أن تدرج في مجال خاص بها ضمن أنشطة المعارض السنوية التي يقيمها قطاع الفنون، وتوسيع دائرة مساحات العرض لتشمل ميدان التحرير، وإعادة النظر في قيمة الجوائز المادية التي ترصدها وزارة الثقافة للمسابقة، وأن تكون مسابقة الصالون في دورته المقبلة مخصصة لثورات الربيع العربي وكل صنوف الاحتجاجات في المنطقة العربية بكاملها، على أن يشارك ويساهم في إعداده المادي جامعة الدول العربية واليونسكو والأثرياء .
وكان صالون الشباب في أولى دوراته بعد الثورة ارجئ مرتين بسبب أزمة الأعمال المشاركة فيه والتي انتهت بإنهاء عمل اللجنة العليا المشرفة عليه التي أصرت على قبول كل الأعمال المقدمة إليها واختيار لجنة جديدة لفرز هذه الأعمال واختيار ما يصلح منها للعرض .وكانت اللجنة السابقة للصالون قررت قبول كل الأعمال المقدمة لها هذا العام وعدم اتباع التقاليد الراسخة في هذا الصدد بانتقاء الأعمال التي تستحق العرض فقط.
وبررت اللجنة قرارها ب"إتاحة الفرصة لجميع الفنانين للظهور فى هذه الدورة التى تعتبرها اللجنة احتفالية استثنائية يستحقها شباب الفنانين الذين شاركوا فى الثورة".غير أن وزير الثقافة رفض هذا القرار، فيما أصرت عليه اللجنة ما أدى إلى تعيين لجنة جديدة قررت فرز الأعمال .
وبدا أن اللجنة الجديدة وجدت في إعداد برنامج للورش الفنية مواز لأعمال الصالون حلا لأزمة الأعمال التي قدمت خلال فترة عمل اللجنة السابق، إذ قررت توسيع دائرة مشاركة الشباب عبر هذه الورش التي تتضمن (ورشة جرافيك) و (ورش التصوير "جداري وزيتي") و (ورشة النحت). وتقرر أن تمتد فعاليات هذه الورش طوال فترة الصالون، على أن يقام معرض لانتاجها في الأسبوع الأخير من فترة عرض الصالون، وسيتم الإعلان عن هذه الورش بقاعات العرض التي تستضيف الصالون، بالإضافة إلى الكليات والمعاهد المتخصصة .