تعد كانديس ميلارد مؤرخة شابة تخصصت فى "المسكوت عنه" أو "المغضوض عنه الطرف" فى تاريخ الولاياتالمتحدة، وجاء كتابها الجديد "مصير الجمهورية.. حكاية جنون ودواء وإغتيال رئيس" ليرسخ هذا الاتجاه فى تناول أحداث ووقائع التاريخ. وفى هذا الكتاب الجديد الذى جاء فى 339 صفحة، اختارت كانديس ميلارد قضية تقع فى نطاق المسكوت عنه فى التاريخ الأمريكى ولم تحظ باهتمام بحثى كاف، رغم أهميتها وإثارتها وهى محاولة إغتيال الرئيس الأمريكى جيمس جارفيلد عام 1881 والجهود الطبية الخاطئة لانقاذ حياة الرئيس.
وعبر استقصاء واستنطاق لوقائع وصفحات مجهولة فى التاريخ الأمريكى-اعتبرت كانديس ميلارد فى كتابها أن أولئك الأطباء الذين حاولوا إنقاذ الرئيس جيمس جارفيلد من الموت كانوا مجموعة من الحمقى واستخدموا أساليب طبية خاطئة أودت فى نهاية المطاف بحياة الرجل بقدر ما أثرت بالضرورة على مسيرة التاريخ فى الولاياتالمتحدة.
والطريف كما يوضح هذا الكتاب الجديد أن جيمس جارفيلد لم يسع أبدا لرئاسة الولاياتالمتحدة، لكن مجموعة من الظروف والملابسات الغريبة قادته للبيت الأبيض ليصبح "رئيسا بالصدفة" ولتصنع مصيره المآساوى وتؤثر على مسير ومصير الأمة الأمريكية.
وترصد كانديس ميلارد بعين المؤرخة المحققة اللحظات الأولى لجيمس جارفيلد داخل البيت الأبيض وسط عواصف الارتباك والحيرة التى هبت على رئيس لم يسع أبدا للرئاسة، وإنما ساقته الأقدار نحو المنصب الرئاسى ونهايته المآساوية فى آن واحد.
ويبدو ان كانديس ميلارد بهذا الكتاب الجديد والثانى عن رؤساء الولاياتالمتحدة ستكون صاحبة مدرسة التعرض للمسائل الشائكة التى أحجم كثير من المؤرخين الأمريكيين عن الخوض فيها.
وكان كتابها الأول "نهر الشكوك" قد ركز على الجهود الدؤوبة التى بذلها الرئيس ثيودور روزفلت لاستعادة الثقة بعد محاولته الفاشلة فى عام 1912 للفوز بفترة رئاسية ثالثة وقيامه برحلة كانت اقرب للكارثة عند رافد لنهر الأمازون .
وفى "نهر الشكوك" تكشف كانديس ميلارد الكثير من التفاصيل التى كانت مجهولة بشأن هذه الرحلة الكارثية عند نهر الآمازون لتضع بصمتها فى خضم حياة روزفلت الحافلة بالأحداث الجسام ورؤيتها لهذه المرحلة من التاريخ الأمريكى.