تلقى قرار الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، بالانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من العراق بنهاية العام الحالى انتقادا جمهوريا لاذعا حيث اعتبره أعضاء فى الحزب المنافس نكسة للولايات المتحدة وانتصارا لأعدائها، فى الوقت الذى سجلت فيه شعبية أوباما أدنى مستوياتها قبل نحو عام على الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ووصف السيناتور الجمهورى، جون ماكين، القرار بأنه «نكسة سيئة وحزينة للولايات المتحدة، ويشكل انتصارا استراتيجيا لأعدائنا فى الشرق الأوسط خصوصا للنظام الإيرانى». فيما دان المرشح الأوفر حظا للانتخابات الرئاسية المقبلة، ميت رومنى، القرار معتبرا أنه «فشل ذريع يعرض للخطر الانتصارات التى تحققت بدم وتضحيات آلاف الأمريكيين» منذ غزو العراق فى 2003. من جهته، أعرب رئيس لجنة الدفاع فى مجلس النواب، هاورد باك ماكيان، عن قلقه بشأن قدرة العراق على الدفاع عن نفسه.
وفى مقابلة مع شبكة «سى إن إن» الأمريكية قال الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد إن الانسحاب الأمريكى من العراق أمر جيد وكان يفترض أن يحصل منذ فترة طويلة». وأضاف: «لو حصل قبل سبع أو ثمانى سنوات، لكان سقط عدد أقل من القتلى العراقيين والجنود الأمريكيين». وأعلن وزير الدفاع الأمريكى، ليون بانيتا، عن بدء عملية تفاوضية مع العراقيين لتحديد طبيعة العلاقات ونوعية التدريب الذى يحتاجونه.
وعلى الصعيد العراقى، قال الأمين العام لكتلة الأحرار الممثلة للتيار الصدرى فى البرلمان، أمير الكنانى، إن التيار يؤيد إقامة علاقات طيبة مع الولاياتالمتحدة بعد سحب القوات بالشكل الذى يراعى المصلحة العراقية. فيما أعرب النائب السابق عن التحالف الكردستانى، عبدالخالق زنكنة، عن تخوفه من تداعيات سحب القوات الأمريكية على الوضع فى المنطقة ككل فى ظل التوترات القائمة فيها.
وفى تصريحات ل«الشروق»، اعتبر المحلل السياسى العراقى، علاء حداد، أن: «المخاوف الأمنية بالعراق هى مخاوف حقيقية سواء بوجود الأمريكيين أم برحيلهم حيث لم تنقطع الهجمات والتفجيرات طوال السنوات الماضية فى ظل وجود القوات الأمريكية». وأوضح أن: «الانسحاب يفتح باب السباق أمام أطراف إقليمية، وهى إيران بالدرجة الأولى، وجماعات مسلحة لشغل الفراغ الأمنى وفرض أجندتها على الأرض». وأشار حداد إلى: «احتمال عقد اتفاقات سرية بين بغداد وواشنطن خصوصا أن الأمريكيين لن يتركوا العراق بهذه السهولة».
وحول مدى جاهزية القوات العراقية فى حماية البلاد قال حداد: «تحظى القوات المحلية بإمكانيات مادية لكن ينقصها الاستراتيجية والتخطيط بالإضافة إلى اختراقها من قبل أحزاب سياسية وقوى إقليمية ناهيك عن الفساد المالى والإدارى». وردا على سؤال حول مدى تأثير الانسحاب الأمريكى على السياسية المحلية قال حداد: «القوى السياسية لن تتحد سواء بوجود أو بعدم وجود الأمريكيين وما يحدث الآن ما هو إلا اتفاقات آنية سرعان ما تنفى بعد ساعات من إعلانها».
من جهة أخرى، سجلت شعبية أوباما أدنى معدلاتها بحسب المجموع الفصلى لاستطلاعات الرأى المقدم من معهد جالوب. وأظهرت النتائج تأييد 41% من الأشخاص المستطلعين بين 20 يوليو و19 أكتوبر للرئيس الديموقراطى، فى تراجع ست نقاط مقارنة مع نتائج الربع السابق. ووصف المعهد المتخصص باستطلاعات الرأى مستوى رضا الناخبين الأمريكيين عن الإدارة السياسية فى البلاد بأنه «تاريخى فى تدنيه».