أعلن تقرير بريطاني أنه يجب على الحكومات وهيئات الإغاثة حول العالم مساعدة فقراء العالم على الابتعاد عن المناطق المحتمل أن تضربها الفيضانات أو يصيبها الجفاف، محذرا من الكوارث الإنسانية التي ربما تسببها التغيرات المناخية. وأوضح التقرير أن كلفة التحرك السريع ستكون أقل كثيراً من الكلفة التي يمكن أن تدفع حال نشوب صراعات وسقوط قتلى جراء التغيرات المناخية.
وركز التقرير، الذي حمل عنوان "عواقب الهجرة والتغيرات البيئية العالمية"، على أنماط الهجرة البشرية وأكثر الدراسات التفصيلية التي تم إجرائها حول تأثير الفيضانات والجفاف وارتفاع معدلات سطح البحر على أنماط الهجرة البشرية في ال50 عاماً القادمة.
وقال جون بادنجتون، المكلف بإجراء الدراسة، إن التغيرات البيئية ستضرب "فقراء العالم أكثر من غيرهم وأن الملايين منهم سوف يهاجرون، بشكل غير مقصود، نحو المناطق الأكثر عرضة للتغيرات وليس بعيداً عنها".
وقال بادنجتون إن "هؤلاء سوف يحاصرون في ظروف خطرة وربما لن يمكن نقلهم إلى أماكن آمنة".
وكان أحد الأسباب التي دعت إلى إجراء هذه الدراسة هو بحث المخاوف من أن التدهور البيئي الذي قد يسببه التغيرات المناخية ربما يدفع الملايين من لاجئي التغيرات المناخية إلى هجرة أراضيهم الزراعية القاحلة إلى مناطق أقل تأثراً بالمشكلة.
ولكن تحليلاً أجري على الدراسة أوضح أن هذه لن تكون هي القضية الأكثر أهمية، مؤكداً أن ثلاثة أرباع الهجرة ستكون داخل الحدود المحلية للدول وغالباً من الريف إلى الحضر.
بينما القضية الأساسية، على حد قول بادنجتون، هو التأكيد على أهمية حسن إدارة الهجرة، "وإلا ستكون هناك كوارث إنسانية بمعدل غير مسبوق".
وشدد بادنجتون على أهمية مناقشة التغيرات البيئية والتأكد من أن الناس لديهم مرونة بشأن تفهم القضية وهو ما يعني أن الهجرة يمكن أن تساعد في التعاطي مع هذه المشكلة.
ولكن فكرة الهجرة الموجهة مازالت مثيرة للجدل، فالهجرة ينظر إليها من قبل منظمات وهيئات الإغاثة باعتبارها أمر سيء حيث أنها قد تقتلع مجتمعات بأسرها وربما تؤدي إلى نشوب صراعات.
ويرى المراقبون أن التحدي الذي يواجه السياسيين فيما يخص التغيرات المناخية يتعلق بتحقيق طفرة إيديولوجية من خلال إقناع الناس بأن الهجرة ربما تكون شيء جيد.
ويقول ريتشارد بلاك الأستاذ في جامعة سوسكس، والذي ترأس مجموعة الخبراء التي أجرت التقرير، إن التحليلات التي أجراها فريقه تعد "دليل أساسي" لتبرير هذا التغير في التفكير.
وأضاف أن التقرير يمد السياسيين بقاعدة ومبدأ قوي يمكن من خلاله مواجهة تحديات الهجرة في المستقبل.
وهناك فكرة جيدة يمكن أن تسهل هذا ألا وهي تسهيل هجرة شخص أو شخصين من أسرة واحدة إلى مكان آخر ثم توفير فرص عمل لهم وجعلهم يرسلون أموالاً للآخرين من عائلتهم.
وأفاد التقرير أيضا أنه لابد من بذل جهد في التفكير في كيفية تخطيط المدن من أجل مواجهة الهجرة، مشيرا إلى أن "تكلفة مواجهة أثار وتبعات الهجرة بسبب التغيرات المناخية ربما تكون أكبر بكثير من مواجهة القضية الآن".