نشبت خلافات فلسطينية إسرائيلية حول صفقة تبادل الأسرى المقرر إتمامها غدا الثلاثاء بسبب 40 أسيرا فلسطينيا ترغب إسرائيل فى إبعادهم خارج الأراضى الفلسطينية، إضافة إلى مراوغة تل أبيب حيال عدد السجينات الفلسطينيات المفترض إطلاق سراحهن. وفيما نشر الاحتلال أمس قائمة تضم 450 أسيرا فلسطينيا سيتم الإفراج عنهم كدفعة أولى، قال رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى أمس إن «صفقة شاليط ستتم فى موعدها». وقالت مصادر مصرية لقناة «الجزيرة» القطرية أمس إن مصاعب تواجه إتمام صفقة التبادل فى موعدها بسبب خلافات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى حول بعض النقاط، موضحة أن الخلاف قائم بشأن 40 من بين السجناء الذين تريد اسرائيل ابعادهم خارج المناطق الفلسطينية، كما لم يحسم عدد السجينات الفلسطينيات المتوقع الإفراج عنهن.
إلا أن رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى الميجور جنرال يعكوف أميدرور رأى أنه «ما من سبب يدعو إلى تأجيل الصفقة»، مشددا على «المشاكل لن تعرقلها»، وفقا لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس. وبدأت مصلحة السجون الإسرائيلية صباح أمس بنقل الأسرى الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم مقابل إطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لسراح الجندى الإسرائيلى الأسير منذ يونيو 2007 جلعاد شاليط، تمهيدا لتنفيذ الصفقة.
وذكر راديو صوت إسرائيل أمس أنه «سيتم تجميع معظم هؤلاء الأسرى فى سجن كتسيعوت فى جنوب اسرائيل بينما ينقل عدد قليل من السجناء والسجينات الى سجن هشارون بالوسط»، وسيتسلم الرئيس الاسرائيلى شيمون بيريز ملفات هؤلاء الأسرى لتوقيع العفو عنهم. وبموجب الصفقة سيتم إطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل شاليط.
وفور إطلاق سراحه سيتمتع شاليط بالحقوق والامتيازات التى يتمتع بها معاقو جيش الاحتلال دون ان يحتاج لمراجعة الجهات العسكرية المختصة، بحسب «صوت إسرائيل» أمس، وسيسرى مفعول هذا القرار بالنسبة لكل جندى اسير سيتم الافراج عنه مستقبلا.
من جهته، اعتبر رئيس المخابرات العسكرية السابق الكولونيل عنان كوهين أن «الصفقة تشكل فشلا مدويا للجيش الإسرائيلى الذى لم يشكل فريقا للبحث عن شاليط لإحضاره، كما فشلت إسرائيل أيضا فى عقد صفقة مساومة ناجحة»، وفقا لصحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس.
هى الأخرى، رأت صحيفة أوبزرفر البريطانية أمس أن الإسرائيليين منقسمون بشأن ثمن حرية شاليط، فالبعض غير موافق على الصفقة؛ لأنها ستؤدى إلى إطلاق سراح أكثر من ألف قاتل فلسطينى من وجهة نظرهم.
فى غضون ذلك، أعلن مركز الأسرى للدراسات الفلسطينية أمس عن مواصلة المئات من الأسرى فى السجون الإسرائيلية الإضراب عن الطعام لليوم العشرين على التوالى، محذرا من أن حالتهم الصحية فى تدهور مستمر.
وأضاف المركز فى بيان أن إدارة السجون الإسرائيلية لا تزال تتجاهل مطالب الأسرى، وتقوم بالمزيد من التنكيل والعقاب بشكل مستفز، داعيا الشعب الفلسطينى إلى التوجه لخيام الاعتصام والمساندة فى كل المدن الفلسطينية حتى تتحقق كل مطالب الأسرى، وعلى رأسها إنهاء سياسة العزل الانفرادى.