لم تكتف إسرائيل بالحرب الدبلوماسية في نيويورك من أجل إجهاض المبادرة الفلسطينية في الأممالمتحدة بشأن الاعتراف بدولتها، بل امتد الأمر ليصل إلى حد التحذير العلني من عواقب السعي الفلسطيني. فقد حذر وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، مرة جديدة، اليوم الأربعاء، من أن طلب الفلسطينيين عضوية دولتهم في الأممالمتحدة "لن يمر بدون رد" من إسرائيل.
وقال ليبرمان الموجود في نيويورك لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "سنرى كيف تتطور الأمور ولدينا الأدوات اللازمة لمواجهة" ذلك، واستبعد ليبرمان أيضا أي تجميد للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقال: "لن يكون هناك أي تجميد لو حتى ليوم"، رافضا المطالب الفلسطينية لإعادة إطلاق المفاوضات المتعثرة منذ أكثر من عام واحد.
ونفى ليبرمان أيضا تصريحات نسبتها له صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية التي أشارت إلى أنه قد يكون هدد رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو بانهيار الائتلاف الحكومي اليميني إذا لم يتم اتخاذ عقوبات ضد الفلسطينيين، مثل تجميد نقل الأموال، وضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، وأكد ليبرمان "كل هذا غير صحيح".
حجب عائدات الضرائب عن الفلسطينيين ومن جهة أخرى، حذر وزير المالية الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، أمس الثلاثاء، من عواقب مالية خطيرة إذا نفذ الرئيس الفلسطيني خطته لطلب عضوية دولة فلسطينية في الأممالمتحدة هذا الأسبوع.
وقال شتاينتز، وهو حليف وثيق لرئيس الوزراء الإسرائيلي: إن الحكومة قد توقف تحصيل ضرائب القيمة المضافة والرسوم والجمارك التي تمثل 40% من عائدات ميزانية السلطة الفلسطينية.
وأضاف: "إنه رأيي فلا يوجد قرار للحكومة (الإسرائيلية)، أنه إذا خالف الفلسطينيون المبادئ الأساسية لاتفاق السلام فيجب أن نعيد النظر في تسليم عائدات الضرائب لهم"، وقال شتاينتز: إن قيمة الضرائب التي تقوم إسرائيل بتحصيلها لحساب السلطة الفلسطينية تبلغ إجمالا نحو 500 مليون شيكل (135 مليون دولار) شهريا.
وكان شتاينتز أوقف بشكل مؤقت تحويل عائدات الضرائب في الربيع الماضي، وقال: إنه اذا اتخذ الرئيس عباس خطوة أحادية بإعلان الدولة الفلسطينية فإنه يأمل أن تفشل المحاولة وعبر عن تشككه في استطاعة السلطة الفلسطينية إدارة دولة مستقرة تشكل فيها التبرعات والمعونات الدولية 40% من الميزانية، وقال: "نحن قلقون بسبب ما شهدناه في غزة"، مشيرا إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع قبل 6 أعوام الذي سيطرت بعده حركة المقاومة الإسلامية حماس على القطاع خلال عامين.