تباينت ردود الفعل الشعبية والتنفيذية بالمحافظات، أمس، عقب أحداث ماسبيرو الدامية، والاشتباكات بين الجيش والأقباط، والتى أسقطت عشرات القتلى والجرحى. حيث نظم المئات من أبناء محافظة أسوان مسلمين وأقباطا، مسيرة شعبية أمام ديوان المحافظة، مرددين عبارات «إحنا مش إخوان ولا سلفيين ولا جماعات إسلامية.. إحنا مواطنين مصريين نستنكر أحداث ماسبيرو»، مؤكدين على الوحدة الوطنية.
من جهة أخرى، شكل ائتلاف القبائل العربية بأسوان، لجنة شعبية مكونة من 500 عضو، لحماية أقباط قرية الماريناب على مدار 24 ساعة ضد أى رد فعل بعد أحداث ماسبيرو. فى حين شهدت بعض الكنائس إجراءات أمنية مشددة من قبل الشرطة.
وفى الأقصر، سادت حالة من الاستياء والترقب جموع الأهالى بعد الأحداث المؤسفة، خاصة العاملين فى قطاع السياحة، ومنع أولياء أمور ذويهم من الذهاب للمدارس خشية اندلاع أحداث عنف.
فيما خرجت مسيرة ضمت مسلمين ومسيحيين للتأكيد على وحدة الشعب المصرى حاملين لافتات «مسلم ومسيحى إيد واحدة»، مؤكدين أن ما حدث بالقاهرة ليس فتنة طائفية وإنما أيادٍ خفية تعبث بأمن الوطن.
وقال الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر، إن العلاقة بين المسلمين والأقباط بخير، وان ما حدث من أعمال تخريبية ليست من المسلمين أو الأقباط، لكنها من أعداء الوطن.
على جانب آخر، قامت مديريات الأمن فى البحر الأحمر وسوهاج والإسماعيلية، بتكثيف تواجدها الأمنى أمام الكنائس، بعد تجمع بعض الشباب القبطى تخوفا من وقوع أعمال عنف.
كما كشفت قيادات كنسية ل«الشروق» تفاصيل اجتماع الصلاة بكنيسة العذراء أقدم الكنائس بمحافظة السويس، والتى رفض خلالها الأنبا انطانيوس ميلاد راعى الكنيسة، سفر أقباط السويس إلى القاهرة.
وأضاف مصدر من داخل الكنيسة، أن راعى الكنيسة حذر من وقوع أعمال عنف، مطالبا جميع الأقباط بعدم التحرك من المحافظة، والتواصل مع غرفة طوارئ أنشئت خصيصا داخل الكنيسة، وقبل 48 ساعة من أحداث ماسبيرو، لمنع سفر الشباب القبطى للمشاركة فى مسيرات القاهرة.
وشهدت محافظة السويس، قيام القوات المشتركة للجيش والشرطة بإجراء عمليات تأمين واسعة للكنائس والأديرة بالمحافظة، جاء ذلك بالتزامن مع قيام عدد من شباب الجماعة السلفية، بإطلاق مبادرة لحماية الكنائس وتأمينها داخل جميع أحياء السويس.حيث قامت الجماعة بتنظيم دوريات لتأمين الكنائس .فى حين قام عدد من شيوخ القبائل البدوية، بزيارة دير «بطمس» لتأمينه.
وقال مدير امن السويس اللواء عادل رفعت، إن أحداث ماسبيرو ليست صدفة، خاصة أنها جاءت قبل 48 ساعة فقط من فتح باب الترشح لانتخابات مجلس الشعب، متهما فلول الوطنى بأنهم المستفيدون مما يجرى حاليا، بعد اتخاذ خطوات لإبعادهم عن الحياة السياسية.
كما تظاهر مئات المسلمين والأقباط بأسيوط، أمام مقر الحزب الوطنى المنحل، تضامنا مع الأحداث التى شهدتها كنيسة ادفو، مطالبين بإعادة بناء كنيسة «الماريناب»، وإقالة مصطفى السيد محافظ أسوان، وتفعيل قانون دور العبادة، فى حين تم تشديد الإجراءات الأمنية حول الكنائس عقب أحداث ماسبيرو.
وشهدت محافظة القليوبية، حالة من الاستنفار الأمنى الشديد فى أعقاب حادث ماسبيرو، خشية وقوع أية أعمال عنف، وتم تكثيف الحراسة حول الكنائس ودور العبادة المسيحية بكل مدن المحافظة، واتهم الأهالى بقايا النظام السابق بالضلوع فى الأحداث، مطالبين المجلس العسكرى باتخاذ الإجراءات الحازمة لمواجهتهم.
وفى قنا نجح إمام مسجد وقس بمطرانية قنا وبعض شيوخ القبائل، فى احتواء بوادر فتنة طائفية، بعد وقفة احتجاجية أمام مطرانية الأقباط الأرثوذكس، للتنديد بفض اعتصام ماسبيرو بالقوة، ووقوع مشادات مع مسلمين.
على جانب آخر، أكد المستشار ماهر بيبرس محافظ بنى سويف، أن الأحداث التى شهدتها منطقة ماسبيرو وما تخللها من اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الشرطة والجيش، وما نتج عنها من خسائر بشرية أو مادية، هى أحداث مصطنعة لا تعبر عن ضمير الأمة المصرية، التى لم تعرف الفتنة الطائفية عبر التاريخ،وذلك خلال جولته على الكنائس.
وتعليقا على أحداث ماسبيرو، قال إن هناك من لهم مصالح فى هذه الأحداث، وهم فلول الحزب الوطنى، ممن يحاولون العودة مرة ثانية والقضاء على مكتسبات الثورة.
ولم تشهد محافظتا شمال سيناء و بورسعيد أى خلافات طائفية، عقب أحداث ماسبيرو، وتم اتخاذ إجراءات أمنية احترازية أمام دور العبادة، والمنشآت المهمة لمنع التعرض لها.
من ناحية أخرى، شهد الشارع المنياوى خروج مظاهرة غاضبة لعدد من الشباب القبطى، تضامنا مع أحداث ماسبيرو، وتجمعوا أمام ديوان محافظة المنيا، وقاموا بقطع الطريق الرئيسى بكورنيش النيل، مما تسبب فى اختناق مرورى، ووقوع مشاجرات بينهم وبين سائقى سيارات التاكسى، مما دفع عددا من شباب الأقباط إلى تكسير زجاج 3 سيارات.
واستنكرت القوى السياسية بالبحيرة، الأحداث التى وقعت أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون. وأكد شريف حشمت أمين لجنة الشباب بحزب الحرية والعدالة بالبحيرة، أن الفعل خطير وفى وقت غير مناسب، وأن أيادى خفية تعبث بأمن الوطن.
كما توجهت قوى سياسية إلى كاتدرائية المنصورة لإعلان تضامنها مع الأقباط، والتأكيد على الوحدة الوطنية، فيما تجمع نشطاء من المسلمين حول الكنائس لحمايتها، بعد انتشار شائعات حول اقتحام كنائس فى محافظات أخرى.
وقال القمص ميخائيل إستراس وكيل مطرانية الأقباط الأرثوذكس بمحافظة الفيوم، إن المحافظة بها توافق وهدوء، وأن هناك نشاطا أمنيا مكثفا على التجمعات من أجل الحفاظ على الأمن، مشيرا إلى أن محافظة الفيوم تتميز بسلام أهلها.
فيما حذر القمص روفائيل سامى راعى كنيسة مارجرجس بمركز طامية، من تباطؤ الحكومة فى مواجهة أحداث كنيسة الماريناب بمحافظة أسوان، وأن التظاهرات خرجت لتوجيه عتاب لرئيس الوزراء على عدم اتخاذ موقف حازم تجاه حرق كنيسة إدفو. وأضاف: لو خرج رئيس الوزراء وقتها وتحدث مع الناس لهدأت الأمور، مؤكدا ضرورة أن يكون هناك تحرك سريع ومعاقبة المعتدين على الكنائس.
وفى الغربية، قامت المنطقة الغربية العسكرية ومديرية أمن مطروح، بالتنسيق لتكثيف وتشديد الحراسات على جميع المنشآت الكنسية بالمحافظة، حيث أكد اللواء حسين فكرى مدير أمن مطروح، أن الهدف من تشديد الحراسات هو صد أى محاولات لمروجى الفتنة، مشيرا إلى أن محافظة مطروح لم تشهد فى تاريخها أية اعتداءات على أى كنيسة أو حتى كيان تابع لها.
كما شهدت كنائس محافظة الوادى الجديد، حالة من التشديد الأمنى المكثف، ووضع عدد من الحواجز الأمنية الحديدية أمامها.
وقال اللواء عثمان ناجى مدير امن الوادى ل«الشروق»، إن تأمين الكنائس أمر طبيعى بالمحافظة، وان الإجراءات تتم بصفة دورية، مشيرا إلى أن أحداث ماسبيرو «شغل بلطجة». مؤكدا ضرورة توحيد الصف من اجل ردع البلطجية ومثيرى الشغب ومحدثى الفتن.
كما نددت القوى السياسية والائتلافات الشبابية بالغربية، بأحداث ماسبيرو، وان أيادى خفية وراء اشتعال الأحداث وتصاعدها بهذا الشكل.
واستنكر الأب بندلامون كاهن كنيسة الروم الأرثوذكس بدمياط، أحداث ماسبيرو قائلا إنه من الخطأ وصفها بالفتنة، فليس فى مصر فتنة طائفية، ولكن هناك أيادى خفية تعبث بهذا الملف، وتمنى بندلامون أن يخرج اجتماع المجمع المقدس اليوم بنتيجة جيدة، وعن الحراسات أمام الكنائس، قال بندلامون أننا فى دمياط لا نشعر بالتفرقة، لأنه لم يحدث أن وقعت أزمة بين مسلم ومسيحى، وإن حدثت فحلها يكون سريعا وجذريا.
كما شهدت كنائس جنوبسيناء، إجراءات أمنية مشددة حول الكنائس وداخل المنتجعات السياحية، حيث تمت زيادة أفراد الأمن خشية من وقوع أعمال عنف عقب أحداث ماسبيرو.
شارك فى التغطية: حمادة بعزق واحمد أبوالحجاج وكمال الجزيرى وسيد نون ويونس درويش وحازم الخولى وحمادة عاشور وحسن صالح ومصطفى سنجر وماهر عبدالصبور ومحمد عبده ومحسن عشرى وخميس البرعى وغادة الدسونسى وعمرو بحر وأحمد سباق وميشيل عبدالله ونعمان سمير وأميرة محمدين وعلاء شبل وحلمى ياسين وحمادة الشوادفى.