من الغباء السياسي أن يتصور البعض ان مصرَ بعد الثورة لم تختلف عن مصر قبل الثورة. وهذا الغباء الذى يتولد من تكبر كاذب لدى عدوٍ متغطرس كان ومازال تسول له نفسه الاعتداء على أراضينا و خطف أرواح شبابنا ممن يحرسون حدودنا الشرقية. هذا الصلف الذى نمى على مستنقع النظام البائد يتوهم أن ثوار مصر من ممكن أن يغفروا له تجاوزه على ذرة رمال فى أطهر البقاع أو قطرة دماء من أزكى الدماء. هذا العدو الذى جاهد حثيثاً على هدم الامة وتكبيل سواعدها يعز عليه أن تنهض امتنا من كبوتها وان تسترد عافيتها. هذا العدو الذى راهن على وهم التطبيع بسلام هش لم يستطع حتى ادراك معناه يحاول ان يستزف قوانا و يقيد ثورتنا. هذا العدو نبعث لصغاره العابثين بمستقبلهم برسالة ان يسألوا آبائهم عن مرارة ماذقوه فى اكتوبر 73 الذى لاشك انها لم ولن تغادر حلوقهم مهما طال زمانهم. واسألهم ان يعيدوا تعلم التاريخ كى يعرفوأ من هو المصرى عندما يقوم ليثأر. وليعلم العدو أننا بقدر ما نحن حريصون على العمل على إعادة بناء الوطن إلا أن هناك الملايين يحملون ارواحم على أيديهم ملوحين بها للشهادة ينالونها فى سبيل عزة مصر وكرامتها. تحية إجلال مباركة لشهدائنا الكرام والله نسأل ان يجمعنا معهم و كل الدعاء لمصابينا بالشفاء و العودة للزود عن حدودك يا وطن. ولعلنا تلقنا درسا رائعا من هذه الاحداث وهو ان كل فسيفساء و اطايف المجتمع التى كانت تموج تلاطماً وكادت ان تتلاقى تطاحنً فإذ بالعدو ينسيها خلافاتها مذكرً اياها بنفسه و موحدً سريانها نحو عدوها الاوحد و الحقيقى. فنتشت تدعو للثأر لكرامة مصر وشهدائها طاويًة طبقات الغرور و الغطرسة طارحةً ايها تحت اقدام ثورتها. ونتمنى ان تكون ثقتنا فى محلها فى قدرة وحكمة المجلس العسكرى وكفاءة الحكومة المصرية فى التعامل مع الموقف ليس بعبارات الشجب والتنديد التى طمست مفرادتها بدماء الثوار ولكن بقرار سياسي مستمد من روح الثورة بالصورة التى تردع العدو تحفظ حقوق شهدائنا وكرامة أمتنا وأمنها القومي. حفظ الله مصر وعاش شعبها الثائر الأبي