يقيم المركز القومي للترجمة حفل توقيع ومناقشة للترجمة العربية لكتاب "النظام القديم والثورة الفرنسية"، تأليف أليكسي توكفيل وترجمة خليل كلفت، في التاسعة من مساء غد الثلاثاء، بجناح المركز في معرض الكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب بحي فيصل. وقد وضع توكفيل كتابه هذا بعد ثورة 1789 الفرنسية الكبرى، بقرابة ستين سنة، وبحسب المترجم خليل كلفت، فإن على المصريين ألا ينتظروا مدة مماثلة ليدرسوا ويحللوا ثورة 25 يناير، مضيفا، أن علينا أن نقوم هنا والآن بدراسة ثورتنا في خضم تطوراتها، لكي نسير بها إلى الأمام في مواجهة أخطار كبرى تتهددها، وربما كان الخطر الأكبر يتمثل في سياقها التاريخي ذاته، وفي طبيعتها، وفي نتائج الثورات في العالم الثالث بوجه عام. ويرى كلفت أن كتاب توكفيل يقدم لنا عونا كبيرا في هذا المجال، رغم أن السياق التاريخي لثورته يختلف جذريا عن السياق التاريخي لثورتنا، ويحدد توكفيل، منذ الجملة الأولى في مقدمته لكتابه، طبيعة هذا الكتاب: "الكتاب الذي أقدمه الآن ليس أبدا تاريخا للثورة الفرنسية، فذلك التاريخ مكتوب بصورة أروع من أن أفكر في إعادة كتابته، إنه بالأحرى دراسة عن هذه الثورة". يتألف الكتاب من ثلاثة أقسام، يتناول القسم الأول طبيعة الثورة، ويدرس القسم الثاني بفصوله الاثنى عشر، الوقائع "المادية" لهذا "النظام القديم"، على حين يبحث القسم الثالث مسألة لماذا حدثت الثورة في فرنسا دون غيرها من بلدان أوروبا الغربية. ويبرز توكفيل المفارقة المتمثلة في التناقض بين ما أراد الفرنسيون أن يحققوه، حين قاموا بثورتهم، وما حققوه بالفعل، وكانت ثورة 1789 رأسمالية من حيث محتواها، وأداة كبرى لتحقيق النظام الاجتماعي الاقتصادي الرأسمالي، وعانى الفرنسيون، في نهاية المطاف، استغلال ذلك النظام وقهره، بعيدا عن الحرية والمساواة والإخاء التي كانت شعارات تعبئة البشر الذين كانوا وقود الثورة.