«يارب النظافة تعجبه» قالها «عم محمد حافظ» عامل النظافة متمنيا من الله أن يحظى الشارع الذى يقوم بنظافته يوميا منذ أسبوع بإعجاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الذى لا يعرف اسمه أو وظيفته وكل ما يعرفه أنه «راجل أجنبى مهم جاى يخطب فى مصر»، بعد وعود حصل عليها من المسئولين بالتثبيت فى حال نظافة الشوارع أثناء مرور أوباما. وأثناء انهماك «عم محمد» فى رفع أكياس الزبالة فى أحد الشوارع المحيطة بجامعة القاهرة قبيل خطاب أوباما، توجهت «الشروق» إليه بسؤال عن سبب ما يقوم به؟، فقال والعرق يتصبب من وجهه: «أهو بقالنا أسبوع على دا الحال، عشان زيارة راجل أجنبى مهم لجامعة القاهرة»، وبعد أن التقط أنفاسه قليلا من عناء العمل، قال والبهجة تعلو وجهه فجأة: «ما يصبرنا أنهم (المحافظة) وعدونا بالتثبيت فى شهر يوليو المقبل، كما علمنا أن جامعة القاهرة ستخصص مكافأة لنا بعد زيارة الراجل الأجنبى لمصر». وعلى مقربة انضم للحوار زميله، الذى باغتنى بالقول: «لو الراجل الأجنبى دا جه بالخير لينا فأهلا به ونشيله فوق راسنا كمان، لكن لو جاى بشر فمش عاوزينه». الجهل باسم الزائر وطبيعة الزيارة كانا القاسم المشترك فى إجابات من استطلعت «الشروق» آراءهم وأفضل ما ذكر من إجابات أنه «أهم واحد فى أمريكا». وبدا لافتا فى خط السير الذى مر عليه الرئيس الأمريكى، وتحديدا على جانبى شارع الجامعة، هو رفع المطبات الصناعية فى طريق سيره، وهو ما فسره سائق تاكسى لم يدل باسمه مازحا بالقول: «خايفين على أوباما من الخضخضة، ويمكن لأسباب أمنية». وهو نفس السائق الذى دل «الشروق» على أن التغيير بمنطقة الجامعة وصل لحد تغيير العلم الإسرائيلى بآخر جديد. كما أعادت محافظة الجيزة رصف شارعى الجامعة والدقى بشكل كامل، وقامت بسفلتة الشوارع، ووضعت الزهور الزاهية أمام البوابات الرئيسية للجامعة. «ده يوم عيد فى تاريخ مصر، لو أطول أشوفه وأشكره» هذا ما قاله رشدى حسين سائق تاكسى، وهو يتجول بسيارته فى شوارع القاهرة أمس مارا بأماكن الزيارة المرتقبة من الرئيس الأمريكى أوباما، مؤكدا أن كل المصريين فى انتظار هذا القائد العظيم على حد قوله، مضيفا أنه سمع على مدار عدة أسابيع عن الزيارة المرتقبة لأوباما وتابع أخبارها بقوة فى وسائل الإعلام مشيدا بحركة النظافة والترميم والتجديد التى حلت بشوارع القاهرة قائلا: «الخير على قدوم الواردين». أما محال شارع الهرم، فأكد أصحابها أنهم لم يتلقوا أى أوامر بإغلاق محالهم اليوم فقال محمود حسين صاحب بقالة: «ماينفعش أقفل البقالة، يمكن أوباما يحتاج حاجة ساقعة فى الحر دة»، وأضاف حسن جعفة من سكان شارع الهرم انه من خلال الحديث فى وسائل الإعلام عن زيارة أوباما فإنه يترقب لهذا الزيارة مطلقا عليها «خميس الخوف». وعلى جانب آخر، انتقدت أمنية أحمد من سكان شارع الهرم الاجراءات الأمنية المكثفة قائلة: «إن أوباما لا يحتاج كل هذا التكثيف الأمنى فهو شخصية محبوبة وبشوشة» على حد قولها. ورغم اشتمال برنامج الزيارة على المرور ببعض المناطق من القاهرة الفاطمية، نفى المهندس محمد شحاتة رئيس جهاز تجديد وإحياء القاهرة الفاطمية أن يكون هناك أى استعداد من قبل الوزارة والجهاز بشكل خاص لزيارة أوباما، مؤكدا أن الجهاز لم يعتمد أى مخصصات مالية للاستعداد للزيارة، كما أن سير المشروعات القائمة كتطوير سور القاهرة الشمالى لم يتأثر بأعمال التنظيف والاستعداد التى يقوم بها أى من المحافظة أو قطاع الآثار الإسلامية والقبطية التابع لمجلس الأعلى للآثار. وأشار شحاتة إلى أن الجهاز لم يتلق أى طلبات من أى جهة رسمية تفيد برفع درجة الاستعداد فى أى من أماكن العمل الخاصة بالجهاز. غير أن ما رصدته «الشروق» يشير لعكس ذلك، مع استمرار مسلسل أعمال النظافة من بناء أسوار جديدة أمام «مجرى العيون» لتغطية القمامة.