أعرب نشطاء في منظمات غير حكومية، وفي مجال حقوق الإنسان، عن قلقهم من تنامي التيار الإسلامي في تونس، ودعوا خلال مؤتمر صحافي اليوم الجمعة ‘لى "توخي الحذر". واعتبرت جبهة "لم الشمل" التي تاسست مطلع مايو الماضي، وتضم نحو 80 جمعية غير حكومية، أن "ما حدث الأحد هو أمر غير عادي" منبهة الرأي العام "إلى خطورة مثل هذه التصرفات"، ودعت إلى "ضرورة توخي الحذر". وحاولت مجموعة من الأصوليين الإسلاميين في تونس الأحد منع عرض فيلم "لا الله لا سيد" للمخرجة التونسية نادية الفاني الذي يتناول موضوع العلمنة في تونس. وأطلق العديد من الملتحين أمام قاعة سينما "افريكا ارت" وسط العاصمة شعارات "الشعب يريد تجريم الإلحاد"، و"تونس دولة إسلامية" قبل أن يشرعوا بتحطيم زجاج أبواب القاعة الواقعة في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة التونسية. واعتقلت السلطات التونسية ستة منهم. واستعملت قوات الأمن التونسي الثلاثاء أمام قصر العدالة وسط العاصمة الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة لمجموعة من السلفيين طالبوا بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين قبل أن تعتقل من جديد 21 شخصا من بين المتظاهرين. وقال حبيب بلهادي أحد أعضاء الجبهة ومدير الصالة لفرانس برس: "نحن هنا اليوم لنقول لا للاعتداءات ضد حرية الفكر والإبداع، ولن نسمح بمرور العنف في بلد متسامح". وأكدت المدونة مصير دستان، وهي أيضا عضو في "لم الشمل" "على وجوب الدفاع عن الفكر الحر" مضيفة باسلوب تهكمي "في عهد بن علي كان بإمكاننا التطرق إلى كل المواضيع إلا السياسية، واليوم يسمح لنا فقط بالحديث عن الفراشات والزهور". وقال صالح الوسلاتي، ممثل الحزب الديموقراطي التقدمي في الجبهة: "لا أعرف إن كنا مهددين اليوم، لكن بالتأكيد هناك محاولات لتيارات إسلامية وسلفية". وأدانت الجبهة "تباطؤ تدخل رجال الأمن" ودعت السلطات التونسية إلى "تحمل مسؤولياتها". من جهته، اعترف ناجي الزغيري الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خلال مؤتمر صحافي اخر "بتاخر تدخل رجال الشرطة" الاحد، مشيرا الى ان "اعوان الامن المعنيين ستتم احالتهم على مجلس التاديب".