تحرك طفيف لموسم غنائى ضعيف

منذ سنوات طويلة وسوق الأغنية فى مصر تعانى من تدهور حاد، أدى إلى فقدان تلك الصناعة للكثير من بريقها وكبريائها، شركات كثيرة أغلقت الأبواب، وأخرى قلصت من حجم الإنتاج إلى 10%. وراحت الهيمنة لرأس المال الخليجى ممثلا فى شركة روتانا. ومع اندلاع ثورات الربيع العربى حدث تخوف كبير من الشركات التى مازالت على قيد الحياة على اعتبار أن الوضع غير مهيأ داخل المنطقة العربية لمواصلة الإنتاج وطرح البومات خلال أهم المواسم الغنائية وهو الموسم الصيفى.
بالفعل قرر عدد من شركات وقف الإنتاج حتى إشعار آخر، ولكن مع مرور الوقت وجدنا الوضع بدأ يتغير وبدأت الشركات تعلن عن تغيير خطتها وبدأت فى تسريب أخبار عن طرح بعض الألبومات وشركات أخرى طرحت مباشرة دون انتظار لمرحلة جس النبض.
بهاء سلطان افتتح الموسم مبكرا بألبوم «ومالنا» الذى يضم 11 أغنية هى: «تعالى وخلتنى أخاف وبوسة وأنا ومية مية وزى ما احنا وتبقى انت اللى ليا والوردة كلمات نصر محروس وألحان عمرو مصطفى ورامى جمال ومحمد رحيم وتامر على وعزيز الشافعى ومحمد يحيى ووليد سعد. وبمجرد طرح هذا الألبوم أعلنت شركة مزيكا ان ألبوم تامر حسنى فى الطريق وبالفعل من المقرر ان يطرح اليوم ولهذا الغرض يقام حفل توقيع الالبوم اليوم مساء فى أحد الفنادق الكبرى وقام تامر بتصوير أربع أغانٍ من الألبوم الذى، يضم 11 اغنية هى «اللى جاى احلى» كلمات تامر حسنى ووليد غزالى وألحان كريم محسن وتامر حسنى و«عرفت تغير من نفسها» كلمات محمد نصار وألحان كريم محسن و«أكلمها» كلمات بهاء الدين محمد وألحان محمد رحيم و«أجمل هدية» كلمات أمير طعيمة وألحان تامر على «واللى عدى عدى» كلمات محمد مصطفى ملك وألحان عبدالرحمن شوقى و«مايهنش عليا» كلمات تامر حسنى وألحان محمد النادى و«ماتسألش» أمير طعيمة وألحان محمد النادى و«كل يوم أحبه» كلمات عبير الرزاز وألحان على شعبان وتامر حسنى و«ارتاح» محمد المالكى وألحان محمد الوزيرى و«دايما معاك» عبير الرزاز وعلى شعبان و«ساعدنى أنساك» كلمات وألحان تامر حسنى و«أنا مصرى» كلمات تيام وألحان على شعبان.
الساحة لن تشهد ألبومى بهاء وتامر فقط لكن هناك أسماء مثل سامى يوسف الذى استغل وجوده فى القاهرة فى حفل مركز شباب الجزيرة وأعلن عن طرح ألبومه الجديد «حيثما كنت» وهو ألبومه الثالث وهو كما عودنا ينبغى نشر الفضيلة والتسامح. روتانا أيضا أعلنت عن طرح ألبوم عبدالله الرويشد «انت حلم». ونجوى كرم «ما فى نوم»، والذى تعرضت بسبب أغنية الهيد لحملة قاسية بسبب جرأة كلمات الأغنية التى لا تليق بمسيرة نجوى ولا بصورتها الفنية. كما قالت الصحافة اللبنانية خاصة مقطع ما فى نوم بعد اليوم الا جنبك حبيبى الذى اعتبروه دعوة غير شرعية للنوم بجوار حبيبها وكانت نجوى قد تعرضت للنقد قبل ثلاث سنوات عندما أطلقت أغنية «خلينى شوفك بالليل» التى رأى البعض انها تحمل دلالات جنسية، كما انتقدت لأدائها أغنية «لشحد حبك» للسبب نفسه.
ويتضمن الألبوم 8 أغان لبنانية متنوعة منها عينى بعينك، لو بس تعرف، دلل، طمعتك، شوهالليلة، بياع اليانصيب، وتتعاون نجوى مع عدد كبير من المؤلفين والملحنين منهم سليم عساف، وطونى عنقه، رواد رعد ووسام الأمير وجورج ماريسيان، نزار فرنسيس، وموريس طويلة، ومارسيل مدور، وسليم عساف، وحسين إسماعيل.
التحرك الطفيف فى سوق الغناء والذى جاء على عكس المتوقع له مبرراته منها أن بعض الشركات والمطربين شعروا ان الساحة خالية أمامهم حتى لو كان الجو غير مهيأ. على اعتبار أن أسماء كبيرة أعلنت أن طرح ألبوماتهم سوف يكون خلال الشتاء المقبل منهم عمرو دياب الذى أعلن خلال حفله الأخير أن ألبومه القادم سيكون فى أول الشتاء وربما يكون مع رأس السنة الميلادية موعده المفضل عبر مشواره دائما وإن كان عمرو دياب قد أعلن مؤخرا عن نيته طرح الألبوم فى عيد الفطر. فى كل الأحوال تأجيل عمرو يفسح الساحة أمام منافسيه لكى ينعموا بمزيد من الثقة على اعتبار انه دائما المرشح الأول خلال السنوات الأخيرة لحصد اكبر قدر من كعكة البيع. كما أن محمد منير أيضا لم يعلن حتى الآن موعد طرح ألبومه الجديد وهو أيضا ربما لن يطرح قبل الشتاء المقبل.
الأمر الثانى هو ان الشركات تحاول تعويض فترة الركود الطويلة التى بدأت منذ يناير الماضى حيث تم تأجيل كل ألبومات الشتاء وبالتالى فالأعمال التى كان من المقرر طرحها تم ترحيلها، لذلك فالصيف رغم أن به العديد من العوائق مثل انتخابات البرلمان فى سبتمبر، إلى جانب حالة الغليان بالشارع المصرى والمظاهرات الفئوية إلا أن المنتج يريد أن يحرك العجلة على طريقة «ادى ذوبة زقة» وربما تأتى الرياح بما تشتهى السفن.
السبب الثالث هو الاعتماد على السوق العربية، خاصة أن هناك دولا مثل الإمارات العربية وقطر ولبنان تنتعش فيها سوق المبيعات خلال الصيف وهى دول لم تتأثر كثيرا بثورات الربيع العربى وبالتالى من السهل ان يعوض المنتجون خسائرهم ومعنى طرح الألبومات فى بعض الدول أنها ستطرح على المواقع المنتشرة على الإنترنت وبالتالى سوف تدخل مصر «مقرصنة» وهو ما يعنى ان الشركة سوف تفقد السوق المصرية. لذلك طرحها افضل من تأجيلها وفى كل الأحوال تمثل دخلا حتى لو كانت المبيعات متدنية فى مصر.
السبب الرابع أن سوق الحفلات خلال الصيف دائما ما تكون منتعشة فى بعض دول الخليج والمغرب العربى خاصة المملكة المغربية وهذه الحفلات تحتاج دائما إلى الجديد فى برنامج أى مطرب إلى جانب أن الألبوم يخدم من خلال الدعاية للحفلات، وفى هذه الحالة تكون الاستفادة مزدوجة من الطرفين المنتج يحدث رواجًا للألبوم إلى جانب النسبة التى يحصل عليها من المطرب والمبرمة فى عقود اغلب المطربين والشركات. المغنى نفسه سوف يستفيد من خلال الظهور لجمهوره بأعمال جديدة إلى جانب الوجود نفسه. وهو ما يفعله نجم مثل تامر حسنى يحاول الوجود من خلال مجموعة من الأعمال دفعة واحدة وهو دائما يحرص على ان يطرح ألبومه بالتزامن مع حفلاته أو فيلم جديد أو مسلسل. وبالفعل هذا العام له مسلسل فى رمضان المقبل.
أصحاب الشركات الذين يملكون قنوات سوف يستفيدون باعمال جديدة مصورة سواء التى تكون على طريقة السينما أو الفيديو كليب أو من خلال التى حصلوا عليها من خلال الحفلات المصورة حيث يتم عمل مونتاج لها وتبدو ككليبات لذلك لم يكن غريبا ان تقرر بعض الشركات التعامل بجدية مع الامل حتى لو كان بسيطا.