كل يوم يمر علينا يؤكد أن صناعة الأغنية فى طريقها إلى الزوال والانتهاء.. فى الفترة الأخيرة طرحت مجموعة جديدة من الألبومات لجس نبض السوق قبل الافتتاح الفعلى للموسم الصيفى، الذى يبدأ منتصف يونيو القادم.. واستخدمت شركات الإنتاج أسماء كبيرة فى هذا الاختبار، ومعرفة مدى جدية السوق فى استقبال أعمال جديدة.. بدأت بألبوم صابر الرباعى «واحشنى جدا» ثم جنات بألبوم «حب امتلاك» ثم جورج وسوف «الله كريم» وهانى شاكر «ألبوم صور» ومحمد عبده «وحدك».. وهذه الألبومات بدأ طرحها منذ منتصف أبريل الماضى، وحتى قبل أسبوعين من الآن.. والملاحظ أن النتجية جاءت كالعادة مخيبة للظنون فيما يتعلق بعملية كم المبيعات فهى لا تتناسب مع تلك الأسماء الكبيرة، لذلك فالطرح فى هذا التوقيت يعد انتحارا بالنسبة لأى صوت سواء كان كبيرا أو صغيرا فى ظل ما تعانيه صناعة الأغنية من تدهور.. لذلك أصبح هانى شاكر وجورج وسوف وصابر الرباعى ومحمد عبده وجنات أبرز الضحايا. والغريب فى الأمر أن الكثير من نجوم الغناء على يقين من عدم جدية طرح الألبومات بسبب القرصنة عبر الإنترنت، وتزوير الألبومات إلا أنهم أصروا على الدخول فى المعركة، رغم أنها محسومة من البداية، لذلك حل محل كلمة الألبوم الجديد لفظ آخر شائع هو الضحية الجديدة فى سوق الأغنية.. وهذا ما تؤكده أرقام المبيعات التى جعلت من الكل ضحايا للقرصنة. ومع أن هناك مطربين يؤكدون أن عمليات القرصنة لم تؤثر على مبيعات ألبوماتهم، إلا أن هذه أكاذيب، فكلما ازدادت شعبية المطرب انخفضت المبيعات لأن كل مواقع القرصنة تعرض أغانيه للتحميل، فى حين أن الأسماء غير المعروفة تكون فرصة تداول أعمالها فى السوق أكثر لجهل المواقع باسم المطرب. ولو فرضنا أسماء مثل عمرو دياب، ومصطفى قمر، وتامر حسنى، وإيهاب توفيق، وشرين، وأنغام فسوف تجد أعداد تحميل أغانيهم بالملايين. فى الوقت الذى تجد فيه صوتا مغمورا يحقق نجاحا كبيرا فى سوق الأغنية حيث نجد ألبومه يتداول بشكل كبير خاصة الأغانى الشعبية. وربما تكون شركات الإنتاج هى الأسعد حالا من نجوم الغناء.. لأنها تضغط على المطرب ليخفض أجره إلى جانب الحصول على نسبة من إيرادات الحفلات.. والأكثر من ذلك استغلال الأغانى فى الرنات، والميوزك بوكس، والS.M.S، وبالتالى فهى تعوض خسائرها بشكل كبير.. وإلا فما الذى يجعل الشركات الكبرى تصر على الإنتاج.. صحيح هناك شركات أغلقت أبوابها لأنها لا تملك أدوات استغلال الأغانى.. كالقنوات الغنائية والسيطرة على المهرجانات. وهذا يعنى أن الأزمة الحقيقية هى التى يعيشها نجوم الغناء ولس أصحاب الشركات.. بدليل أن أحد كبار المسئولين فى شركة روتانا قال: يخطئ من يظن أن حركة البيع لها دخل باستمرار الشركات أو توقفها، فهناك وسائل أخرى نستطيع أن نعوض بها خسائرنا.. وليس من الذكاء أن يعتقد البعض أننا نفتح أبواب الشركة واحتكار النجوم كنوع من الصدقة أو أننا دار لرعاية المحتاجين.. نحن نعلم جيدا كيف نستثمر النجوم التى نحتكرهم.. فالربح ليس من الكاسيت أو الC.D. كلام مسئول روتانا هو الأقرب إلى المنطق فى ظل حالة اللاوعى التى تعيشها صناعة الأغنية منذ سنوات طويلة.