«أنا اغنى إذن أنا موجود» هذا هو حال سوق المطربين الآن، حيث لم يعد يهم أحداً منهم حجم البيع أو انتشار أى أغنية، معلقين تراجعهم على الدعاية تارة والقرصنة تارة أخرى، ولكن فى حقيقة الأمر أن هناك أعمالا تفرض نفسها على سوق الأغنية، والدليل انتشار ألبوم أبوالليف رغم اعتراض البعض على نوعية التجربة لكنه فى النهاية انتشر وأحدث الألبوم انتعاشة واستطاع أن يقدم نفسه للناس، وأصبح من المشاهير، يشار إليه فى أى مكان يضع قدمه فيه. بل كان أكثر نجوم الغناء إحياء لحفلات الصيف. المثير للدهشة أن موسم سوق الغناء خلال عيد الفطر لم يفرز عملا يفرض نفسه على الساحة رغم أهمية الأسماء، التى طرحت مثل اللبنانية نانسى عجرم، التى طرحت ألبومها «عينى عليك» أو نانسى 7، وهو من إنتاج شركة «أرابيكا ميوزيك»، ويضم أربع عشرة أغنية، تقدمها باللهجات اللبنانية والمصرية والسعودية: منها «عينى عليك»، «أوكى»، «حاجات تتحس»، «أصلى»، «بالهداوة»، «نفسيته»، «أسعد الله مساءك»، والأخيرة باللهجة السعودية، وتعاونت فيه مع الشعراء والملحنين: أيمن بهجت قمر، محمد جمعة، نبيل خلف، محمد يحيى، وليد سعد، سمير صفير، نزار فرانسيس. كما أن الفنانة أنغام طرحت «مينى ألبوم» ويحمل اسم «محدش يحاسبنى»، ويعتبر أول إنتاج لشركة «ذى بست مينت ريكوردز»، التى أسسها الموزع الموسيقى حسن الشافعى. ويظهر اسم الشافعى كموزع لجميع أغنيات الألبوم،، ويضم أغنية «ليالى» بتوزيعين مختلفين، وهى كلمات الشاعر أمير طعيمة وألحان حسن الشافعى، وأغنية «محدش يحاسبنى» التى وُضعت كعنوان للألبوم، كما يضم الألبوم أغنية «أنا عايشة حالة»، وهى كلمات أمير طعيمة وألحان إيهاب عبدالواحد. ودخل الفنان السورى ساموزين السباق بألبوم جديد يحمل اسم «دايما»، من إنتاج شركة عالم الفن، ويضم 10 أغنيات هى «دايما عينيك وحشانى»، «حبيتك»، «مالكش دعوة بيا»، «بتمثل على مين»، «أيام فى بعادنا فاتوا»، «الكلام عليك»، «علشان خاطر عينيك»، «فايق ورايق»، «لأنك معايا»، و«أيامى». ويتعاون فيه مع الشعراء: تامر حسين، محمد عاطف، أمير طعيمة، عبدالعزيز عمار، هيثم الفيل، أما الألحان فكانت لكل من: عمرو مصطفى، رامى جمال، أحمد حسين، حسام البجيرمى، محمد يحيى، إسلام زكى، وأغنية «دايما» لحن سامو وإسلام زكى. ألبوم نانسى عجرم لم نسمع عنه إلا من خلال حدثين، الأول هو تسريب الألبوم قبل طرحه بأيام، والثانى الخلاف مع شيرين وجدى بسبب أغنية كانت قد غنتها الأخيرة قبل سنوات من الحان محمد رحيم، وفوجئت بطرحها ضمن ألبوم نانسى. وهو ما نشرته العديد من المواقع المنتشرة على الإنترنت، ولكن على مستوى البيع والانتشار لم نجد صدى إلا من خلال البوسترات المنتشرة على واجهات محال بيع الكاسيت. رغم ما عرف من أن أعمال نانسى دائما تحقق رواجا جيدا أو على الأقل هناك أغنية تعلق مع الجمهور كما حدث فى «أخصمك آه»، و«يا سلام»، و«أطبطب وأدلع» و«اللى فات من عمرك أنت»، حيث لم يكن هناك بيع حقيقى لكن ظهر تأثير لهذه الأعمال فى الوسط الغنائى. وهذا يؤكد أن هناك مشكلة ما إما فى أغانى الألبوم والحالة الفنية التى عليها خاصة أن هناك نوعية مطربين، ومنهم نانسى ما زال الجمهور يتعامل معهم بالقطعة بمعنى أن نجاح أغنية يجعل الجماهير تقبل على الألبوم والعكس. أما مشكلة المينى ألبوم الخاص بأنغام أن الناس فوجئت به فى الأسواق على عكس أعمالها السابقة، التى كان يسبقها أخبار من هنا، وهناك لكن يبدو أنها كانت متسرعة وتريد أن تقول للناس إنها موجودة فقررت طرح هذا المينى البوم، ولا أعتقد أن هناك فارقا كبيرا بين الألبوم والمينى لأن فى عرف صناعة الأغنية معروف أن هناك أغانى حشو وأغنية أو اثنتين على الأكثر يهتم بهما المطرب لذلك اتخاذ أنغام لقرار طرح الألبوم تحت مسمى المينى لن يعفيها من مسئولية الوجود خلال موسم العيد خاصة أن شيرين سبقتها لنفس التجربة عند بداية تعاقدها مع روتانا، حيث طرحت ألبوما أعادت فيه توزيع أغنيتين تحت مسمى ريمكس مع أغنيتين جديدتين، ووقتها تعرضت لهجوم شديد، وهذا الصيف حاول عمرو دياب الوجود أيضا بمينى ألبوم «أصلها بتفرق» لكن فى النهاية التجربة حسبت عليه وأصبحت الناس تنظر له على أنه ألبوم جديد له، كذلك الأمر بالنسبة لأنغام «تجربة واتحسبت عليها» كما يقول المثل المصرى القديم «غدوة واتحسبت عليك»، وبالتالى الناس لم ولن تنظر للمسميات التى يطلقها البعض للهروب من ردود الأفعال التى تعقب طرح العمل. أيضا أنغام لم تحسن اختيار اللوك الجديد الذى ظهرت عليه فى البوستر الخاص بالألبوم لأن صوتا بحجم أنغام ليس فى حاجة إلى تلك المبالغة لأننا نعتبرها صاحبة مدرسة فى الغناء، وبالتالى يجب أن تصدر لنا الموضة فى الغناء والموضة فى المظهر العام، والموضة فى الحديث لأنها بالفعل أصبحت قدوة لمطربات كثيرات، وبالتالى فالكل ينتظر منها الكثير، وهى دائما تتخذ من فيروز مثلا أعلى لها، وبالتالى عليها أن تقرأ كثيرا تجربة فيروز مع الغناء. لأننا فى حقيقة الأمر نخشى كثيرا على صوت أنغام من الاستهلاك فى أغنياتٍ لن تضيف لها. وبالتالى إن كانت أنغام قد تصورت أنها من الممكن أن تسقط هذا الألبوم من حسابات التقييم فهى قد أخطأت تقدير الأمر. أما ساموزين فهو لم يقدم حتى الآن ما يؤكد أنه يريد المنافسة أو الوجود بشكل أكبر على الساحة. ومساحات تقدمه غير ملموسة. فى حين اكتفت روتانا بطرح ألبومين كوكتيل يضمان أغانى لمطربيها ولم تطرح لأى نجم من نجومها عملا خاصا به. وهذا يعود لأسباب منها أن روتانا تخلصت من معظم النجوم، وبالتالى لم يعد هناك الصراع القائم بين مطربيها سواء على مواعيد أسبقية الطرح أو الدعاية، ولم يتبق لروتانا سوى ألبومى إليسا، وعمرو دياب وهما يطرحان غالبا مع رأس السنة من كل عام وهى مواعيد شبه ثابتة. فى حين رحلت أنغام ونوال الزغبى ومحمد فؤاد وآخرون. وهناك مطربون مثل تامر حسنى استغلوا العيد من أجل إعادة تسليط الضوء على ألبوماتهم من خلال عرض أغنية مصورة جديدة يعيد بها الألبوم إلى الصورة من أجل رواج جديد، واختار تامر أغنية «لو هكون لغيرك» كما عرضت له مزيكا حفل الساحل الشمالى الذى أقيم الصيف الماضى وأدى فيه جميع أغانى ألبومه، الذى طرح بداية الصيف الماضى. هناك ألبومات كانت فى طريقها للطرح مثل البوم راغب علامة، وألبوم محمد محيى، وتامر عاشور وبهاء سلطان ودوللى شاهين، لكنهم تراجعوا فى اللحظات الأخيرة لأسباب مختلفة لكنها فى الأساس بسبب هم اسمه الخوف خاصة أن اثنين منهما يخوضان تجربة الإنتاج لنفسها وهما راغب ومحيى، وبالتالى فهما يحسبان كل صغيرة وكبيرة قبل المغامرة.