مع صدور ألبومه الجديد يحتفل النجم مصطفى قمر بمرور 15 عاما على احترافه الغناء، لذلك فهو ينظر لهذا الألبوم على أنه ألبوم العمر وضع فيه خبرة هذه السنوات حلوها ومرها، فرحها وحزنها. شأنه شأن أى فنان جاد وحالم. فى هذا الألبوم يتطرق مصطفى إلى مناطق كثيرة فى الغناء منها الريجى التى اشتهر بها نجم الغناء الراحل بوب مارلى وقدمها فى مصر الفنان محمد منير، كما يقدم اللاتين ميوزيك، والموسيقى الهادئة، والمقسوم المصرى وموسيقى الهوس المنتشرة عالميا، وأغنية بمصاحبة البيانو فقط، وأخرى بمصاحبة التخت الشرقى. لذلك فهو البوم يحمل طابعا مختلفا بالنسبة له. فى هذا الحوار نتحدث معه عن حلم العمر وأيضا بعض القضايا التى تهم الموسيقى والغناء. * كيف ترى ألبومك الجديد «هى»؟ يحمل رقم 16 فى مشوارى الفنى، لذا أقدم فيه تجربة جديدة ومختلفة وأتوقع أن ينال إعجاب الجمهور والنقاد، تعاونت فيه مع المؤلفين نبيل خلف وأيمن بهجت قمر، وأمير طعيمة، ورضا زايد، وعوض بدوى، وأحمد مرزوق، ومن الملحنين محمد النادى، ومحمد خلف، وعبدالعزيز الشافعى وياسر نور ورامى جمال ومحمد طلعت وحمدى صديق، وقمت أنا بتلحين 4 أغانٍ. والتوزيع طارق مدكور وأنا وتوما وحمادة نبيل ومحمد مصطفى ورشاد فهيم ونادر حمدى وأحمد شعتوت. * الملاحظ أنك لم تعتمد على موزع واحد؟ لأننى حاولت عمل ألبوم متنوع فى كل شىء الألحان والتوزيع والكلمات وهذا الأمر يجعلك تتعامل مع مدارس مختلفة والجميل أن تحصل على أجمل ما عند كل واحد. * لكن ما السبب وراء غيابك عن سوق الكاسيت طوال الفترة الماضية؟ لم أغب كثيرا، وأتصور أن الجمهور لم يشعر بالتأخير لأن ألبوم «لسه حبايب» حقق نجاحا كبيرا، ومازالت أغانيه تتردد حتى الآن. خاصة أن كيميا السوق اختلفت عن ذى قبل، فالوجود لم يعد من خلال طرح الألبوم فقط لكن هناك الأغنية المصورة، والسينجل والسينما والتليفزيون وأنا موجود من خلال تلك الفنون بشكل جيد. لماذا قلت إن ألبومك هذا هو ألبوم العمر؟ * تستطيع أن تقول إنه ألبوم بطعم مصطفى قمر، لأنه يواكب الخبرة التى اكتسبتها خلال رحلتى. والدليل أننى قمت بتوزيع بعض الأغانى. * استغنيت عن بعض الأغانى بعد تسجيلها لماذا؟ لأننى اكتشفت كلما استمعت إليها أننى قدمت مثلها من قبل وبسبب ذلك خسرت نحو 205 آلاف جنيه. * لكن هذا لا يمنع تأخيرك بين الألبوم والآخر؟ لو أردت تسجيل أغنية كل ثلاثة أيام لفعلت، ولكنى أحب التأنى فى الاختيار وأعتقد أن أى فنان يصل إلى مرحلة معينة من النجومية، يكون حريصا جدا عند الاختيار، وبالتالى فهذا الأمر يجعلنى أتمهل كثيرا قبل القدوم على أى مشروع جديد، ويجب أن يعرف الناس أن اختيار الكلمات والألحان ليس بالأمر السهل. * كيف ترى تحكم المنتجين فى المطربين وحرمانهم من ملكية الأغنية؟ المطرب من حقه أن يحصل على جزء من الأداء العلنى للأغنية لأن صوته جزء من نجاح الأغنية، والملحن والموزع أيضا لهما حق فيها، ولكن المطرب حقه أكبر لأنه السبب الرئيسى فى برواز الأغنية، فالموضوع يحتاج إلى إعادة النظر فيه، وبحثه من جديد. * وكيف ترى سوق الأغنية الآن؟ لا أعرف إلى أين ستذهب الصناعة وسوق الكاسيت، ولكنى لست مقتنعا بأنها تنهار، وإلا لتوقف المنتجون عن الإنتاج. لكن على جانب آخر. فالصناعة تحقق مليارات الجنيهات، ولكن تتم سرقتها، ولابد من وجود عقاب رادع على قراصنة الغناء الذين يسرقون مجهوداتنا، ومصادرة المواقع التى تمارس القرصنة، بل ويمتد العقاب إلى الحبس إذا تطلب الأمر. * لكن المطرب مستفيد إلى حد كبير من القرصنة فهى تحقق له انتشارا أوسع؟ فعلا المطرب مستفيد، ولا أنكر أنها تحقق انتشارا كبيرا.. ولكن ما فائدة هذا الانتشار إذا كانت الصناعة تتأثر، فكثير من المنتجين انسحبوا من الصناعة بسبب القرصنة وبسبب ارتفاع تكاليف الألبوم، فصوت الفنان يكلف المنتج تقريبا مليون جنيه، ومثله لتصوير الكليب وفى النهاية تجد المنتج أنفق أكثر من 6 ملايين جنيه على الألبوم، وفى المقابل لا يبيع أكثر من 700 ألف اسطوانة إذا كان المطرب له ثقله فى السوق، وله جمهوره، فهل من الطبيعى أن ينتج ألبوما ليخسر فيه. * فى ظل هذا الحال هل يمكن أن تتنازل عن جزء من أجرك لصالح الصناعة؟ المطرب يتمنى ألا يكلف المنتج شيئا، ولكن من أين يعيش ثم إذا فعل ذلك، وهل يصور الكليب فى بيته لكى يوفر أيضا. * إذن فما الحل؟ أعتقد أن الحل فى أن يتفق المنتجون معا على إقامة مواقع تحميل للأغانى والألبومات على شبكة الانترنت ليكسبوا من هذا التحميل، ويكون ذلك من خلال متخصصين، بدلا من ترك هذه التركة للقراصنة يتقاسمونها ويستفيدون منها، وإذا حدث هذا سيعوض المنتجين عن خسائرهم من القرصنة، وفى نظرى هذا أفضل حل لمواجهة هذه الأزمة. * المنتج هل له الحق فى الحصول على نسبة من حفلات المطربين؟ هذا النظام لم أطبقه فى تعاقدى، رغم أننى موافق على أن أسير عليه، ولكن أين هذه الحفلات فأنا موافق على أن يأتينى المنتج بحفلات ويأخذ نسبة منها، لأن هذا سيكون حقه مقابل المجهود الذى يبذله. * ماذا عن سيطرة الشركات على المهرجانات؟ شىء سيئ لأن هذه الشركات تتحكم وتفرض وجهة نظرها ورؤيتها على الجمهور، سواء كانت وجهة نظرهم صحيحة أم خاطئة، فالغناء أصبح يعانى من غياب الديمقراطية، فإدارات هذه المهرجانات تحتكر أذواق الجمهور، وتجعله يستمع إلى مطرب رغما عنه، وأصبحت تفعل مثلما يفعل الموزعون فى السينما. * هل لهذا الأمر تراجعت مشاركتك فى المهرجانات؟ آخر مرة شاركت كانت مهرجان قرطاج منذ فتره طويلة، لكن بوجه عام لا يوجد ما يمنعنى، لكن أغلب المهرجانات تسيطر عليها الشركات كما ذكرنا، وبالتالى فهم يستعينون فقط بمطربيهم. * أشعر فى كلامك بشىء من المعاناة فإذا كان هذا حال جيلك فماذا تفعل الأجيال الجديدة؟ الأجيال الجديدة حظها أفضل منا بكثير، فالمطرب منهم عندما ينوى الغناء يسجل أغنيه ويصورها، وتذاع على المحطات الفضائية فيشاهدها الناس فى كل العالم فى نفس يوم انتهائه.