توفي في ألمانيا يوم أمس الأول السبت، بمرض سرطان الرئة عن 62 عاما ناشط السلام البريطاني بريان هاو صاحب اعتصام "معسكر السلام" خارج مبنى البرلمان بلندن. كان هاو بالنسبة للبعض رجلاً مجنونًا ومصدر إزعاج يشوه منظر واحدة من أشهر ساحات العاصمة، ولكن بالنسبة لآخرين كان هاو مصدر الهام لنضاله الدؤوب ضد الحروب ومن أجل الحقوق المدنية. وقالت أسرة هاو إنه توفي يوم السبت في أحد المستشفيات الألمانية حيث كان يتلقى العلاج. وكان هاو قد بدأ اعتصامه الشهير في ساحة البرلمان بلندن في يونيو عام 2001 احتجاجًا على الغارات الجوية الأنجلو-أمريكية على العراق، وسرعان ما توسع احتجاجه بعد الغزو الغربي لأفغانستان. وقد حاول المسؤولون البريطانيون عبر السنين إزاحته من المكان الذي اتخذه لنفسه في ساحة البرلمان، ولكنهم كانوا كل مرة يفشلون في مسعاهم. ففي عام 2002، رفع المجلس البلدي المحلي دعوى قضائية ضد هاو باعتباره مصدر إزعاج، ولكن المحاكم لم تنظر في الدعوى. ولكن البلدية واصلت محاولاتها ونجحت تدريجيا في تحديد المكان الذي يقيم فيه هاو "معسكره"، حتى أنها نجحت هذا العام في منعه من نصب خيمته على الجزء الأخضر من الساحة. وأصبحت خيمة هاو التي تحتوي على لافتات وشعارات مناهضة للحروب، معلمًا من معالم الساحة اللندنية الشهيرة. وكان هاو- وهو والد لسبعة أبناء- يقول إنه ترك أسرته ليناضل من أجل الأسر الأخرى التي تعاني من ويلات الحروب حول العالم. ولد هاو عام 1949، وكان يعمل في سلك الرعاية الاجتماعية قبل أن يتفرغ للنشاط الاحتجاجي عام 2001. وقال النائب العمالي في مجلس العموم جيريمي كوربين، معلقًا على وفاة هاو إنه كان دائمًا يسعد عندما يشاهد الناشط معتصمًا خارج البرلمان. وقال كوربين: "كان هاو يذكرنا بأن شخصًا واحدًا ذا تصميم يمكن أن يدافع عن المبادئ بينما تنتشر من حولنا الأكاذيب والافتراءات". وقد ترك مؤيدو هاو كرسيه وباقي أدواته في مكانها، ولم يتقرر بعد مصير "معسكر السلام".