ألقى معرض للفنان البريطاني مارك والنجر المقام بقاعة تيت للفنون في لندن الضوء مرة أخرى على أشهر داعية سلام في بريطانيا المعارض للحرب في العراق. وصور والنجر في معرضه بدقة احتجاج بريان هاو في ساحة البرلمان من خلال 600 لافتة وعلم ورسالة وصورة جمعها هاو خلال خمس سنوات، خيم فيها أمام مبنى البرلمان البريطاني. وقال والنجر "استوحيت هذا العمل حقا بعد أن عبرت الطريق لإلقاء نظرة عن قرب على عرض بريان، الذي وجدته مؤثرا ومحفزا للغاية ووثيقة مهمة. لذا بدأت التقط صورا لاحتجاجه". وبدأ هاو اعتصامه أمام البرلمان عام 2001 احتجاجا على العقوبات، التي كانت مفروضة على العراق، ثم أصبح مع الوقت رمزا يثير الانتباه للاحتجاج على الحرب في أفغانستان ثم في العراق وعلى انتهاكات حقوق اإنسان في أنحاء العالم المختلفة. وفي مايو الماضي بعد أن أقر البرلمان "قانون الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة"، الذي يحظر الاحتجاج في دائرة نصف قطرها كيلومتر من مبنى البرلمان، أزالت الشرطة الجزء الأكبر من مخيم هاو. وداهمت الشرطة مخيم هاو المؤقت قبل الفجر وأزالت لافتات كانت تحمل صورا مثيرة للمشاعر لقتلى ومشوهين في العراق وأفغانستان.وتشمل الدائرة التي يبلغ نصف قطرها كيلومتر حسب نص القانون قاعة تيت، التي أقام والنجر فيها معرضه. وقال والنجر "أحيانا يشعر بريان بأنه المحتج الأخير في البلاد. أقصد أن هناك فيما يبدو رضا مروع بتآكل تلك الحقوق التي كافحنا من أجلها طوال أجيال". وأضاف "أعتقد بصورة ما أن وجود فراشه هنا.. كيس النوم الذي يستخدمه.. ولأن بعض الصور مروعة يبدو الأمر كما لو كان هذا الرجل تخيل أهوال كل هذا أكثر من أي شخص آخر في البلاد، وأن الباقين منا لا يودون على الأرجح التفكير في الأمر". وأصبح احتجاج هاو المستمر منذ خمس سنوات جزءا من الصورة العامة لمنطقة البرلمان، التي تضم ساعة بيج بن وكنيسة ويستمنستر، لكنه كان مصدر إزعاج كبير للسياسيين.وقال هاو الذي مازال يجلس أمام البرلمان حتى اليوم متحديا الطقس السيء،إن قاعة تيت راضية عن احتجاجه. وأضاف "نعم هم (معرض تيت) يتمتعون بالاحترام. سعادتهم كبيرة بأننا فعلنا هذا. والنبأ السار هو أنهم من المؤسسة (الحكومة).. وها هي المؤسسة تنتقد المؤسسة عندما ترتكب خطأ. هذا شيء جيد.. أليس كذلك".