قال جيش جنوب السودان، اليوم الخميس، إنه مستعد لصد مزيد من الهجمات التي يشنها جيش شمال السودان متهما إياه بالاشتباك مع قواته في إقليم ابيي المتنازع عليه، والذي يقع على الحدود التي لم يتم ترسيمها بدقة بين الشمال والجنوب. وقال متحدث باسم الجيش السوداني للصحفيين في الخرطوم إن الجيش لم يشتبك في قتال جنوبي نهر بحر العرب المعروف في الجنوب باسم نهر كير، ورجح أن تكون القوات الجنوبية هي التي بادرت بالهجوم. ومن المقرر أن ينفصل الجنوب رسميا خلال أقل من شهر، لكن التوتر بين الشمال والجنوب أصبح شديدا منذ نشرت الخرطوم دباباتها وقواتها العسكرية في إقليم ابيي الخصب والغني بالنفط على طول الحدود بين الشمال والجنوب في 21 مايو. وقال الاتحاد الأفريقي يوم الاثنين الماضي إن الجانبين اتفقا "من حيث المبدأ" على نزع السلاح في ابيي والسماح بنشر قوات حفظ سلام إثيوبية بعد محادثات جرت في أديس أبابا هذا الأسبوع، لكن المسؤولين لم يتوصلوا إلى اتفاق نهائي بهذا الشأن بعد. وذكر فيليب أجوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان (الجيش الجنوبي) أن الجنوب يستعد للمزيد من القتال. وقال "نحن نتوقع المزيد من هذا النوع من الهجمات على الحدود". ومع عدم ترسيم الحدود تكون النتيجة المنطقية هي أن تتوقع مواصلة القوات المسلحة السودانية (الشمالية) احتلال الحدود حتى يزعم الشمال أن هذه أراضيه. "وأضاف أن قوات الحكومة السودانية التي تسيطر على إقليم ابيي لا تنوي الانسحاب من الإقليم، وأن الجيش الجنوبي اتخذ أوضاعا دفاعية على طول الحدود لأنه يتوقع استيلاء الشمال على أراض وحقول نفط قبل الانفصال. واختار الجنوبيون بأغلبية كاسحة إعلان الاستقلال عن الشمال في الاستفتاء الذي جرى في يناير كانون الثاني، والذي وعدت به اتفاقية السلام التي وقعت عام 2005، وأنهت عقودا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. وراح نحو مليوني شخص ضحية حرب دارت لأسباب دينية وعرقية وإيديولوجية وبسبب الصراع على مصادر النفط. ولم يتوصل الجانبان بعد إلى اتفاق نهائي بشأن قائمة طويلة من الموضوعات المعلقة مثل كيفية إدارة صناعة النفط وترسيم الحدود بينهما بعد الانفصال. وقال مسؤولون إن المحادثات بين الرئيس السوداني ورئيس حكومة جنوب السودان انتهت في وقت سابق من هذا الأسبوع في إثيوبيا دون التوصل إلى اتفاقات نهائية، وإن كان مفاوضون من الجانبين بقوا لمواصلة المحادثات. وتقع بعض أغنى حقول النفط السودانية بالقرب من الحدود المتنازع عليها بين الشمال والجنوب.