قال تقرير صادر عن وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمدينة القدسالمحتلة إن حركة حماس استطاعت منذ عام 2007 أن تزيد معدل العمالة في القطاع العام بما لا يقل عن الخمس (20% تقريبا). وأوضحت الوكالة -في تقريرها- أن القطاع الخاص كان الأشد تضررا مقارنة مع القطاع الحكومي.. ففي النصف الثاني من عام 2010 قامت الشركات والمصالح التجارية بالتخلص من أكثر من 8 آلاف وظيفة. ويشكل هذا المؤشر انخفاضا في معدل العمالة مقداره 8% تقريبا مقارنة بالنصف الأول من العام.. وفي المقابل.. نما القطاع الحكومي الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ يونيو عام 2007 إلى حوالي 3% خلال نفس الفترة. وقال سامي مشعشع مدير الإعلام في الأونروا إن الأمر الأكثر إثارة للانتباه هو أنه في الوقت الذي كان يفترض أن يكون الوضع فيه جيدا نسبيا بالنسبة للقطاع الخاص بغزة بسبب التخفيف المفترض عن الحصار.. إلا أن القطاع العام هو الذي عمل على توليد 70% من صافي نمو فرص العمل خلال الفترة بين النصف الثاني لعام 2009 وحتى النصف الثاني 2010. وأضاف "إذا ما كان الهدف وراء سياسة الحصار هو إضعاف سلطة حماس الإدارية فإن الأرقام الخاصة بالعمالة في القطاع العام تشير إلى أن الهدف باء بالفشل".مؤكدا أن سياسة الحصار كانت ناجحة للغاية في معاقبة بعض من الأشخاص الأشد فقرا في منطقة الشرق الأوسط. وأكد مشعشع استمرار الأونروا في عملها بمجال التنمية الإنسانية وخاصة على صعيدي الصحة والتعليم رغم الأزمة الاقتصادية.وقال إن الاونروا ستعمل على إدارة المدارس لما مجموعه 213 ألف طفل في غزة وتساعدهم على الإيمان بمستقبل يمتاز بالتعليم والكرامة والسلام. غير أنه أشار إلى أن عدد الأشخاص الذين يتوجهون للاونروا وهم الأشد فقرا ويعيشون على أقل من دولار واحد يوميا تضاعف ثلاث مرات ليصل إلى 300 ألف شخص منذ فرض الحصار.لافت إلى أنه ورغم وجود العديد من مشروعات إعادة الإعمار التي لا تزال بانتظار الموافقة عليها فإن المستقبل يبدو قاتما. وأوضح التقرير الصادر عن (أونروا) أن معدل البطالة العام في النصف الثاني من 2010 قد بلغ 2. 45% وهو رقم غير مسبوق من قبل ويعد واحدا من أعلى معدلات البطالة في العالم.كما أن الرواتب الحقيقية لا تزال مستمرة بالانخفاض تحت وطأة استمرار ارتفاع نسبة البطالة حيث هبطت الأجور لتصل نسبتها إلى 5. 34% منذ النصف الأول من عام 2006. ووصف مشعشع هذه المؤشرات بأنها مقلقة .. وقال "إن اللاجئين الذين يشكلون ثلثي سكان قطاع غزة ويبلغ تعدادهم 5 .1 مليون شخص هم الأكثر تضررا في الفترة التي يغطيها هذا التقرير". وأضاف " من الصعب فهم المنطق وراء السياسة المقصودة والتي تعمل متعمدة على إفقار العديدين وتقوم بالحكم على مئات الآلاف من الأشخاص الذين لديهم إمكانيات أن يكونوا منتجين بأن يعيشوا حياة العوز". يذكر أن وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تعمل على تقديم الدعم والحماية وكسب التأييد لحوالي 8. 4 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لديها في الأردن ولبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة إلى أن يتم إيجاد حل لمعاناتهم. وتعد الأونروا المزود الرئيسى للخدمات الأساسية (التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية) ويتم تمويل الأونروا بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية التي تقدمها الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة.