قالت منظمة الصحة العالمية إنه لا داعى للقلق والهلع من انتشار بكتيريا «إى كولاى»، واتخاذ إجراءات بمنع السفر أو التجارة مع البلدان التى ظهرت بها حالات، مشيرة إلى أن المرض مازال محصورا فى شمال أوروبا فقط، حيث ظهر فى 11 دولة أوروبية. وقالت المنظمة إن مقاومة المرض لا تحتاج إلا إلى مجموعة إجراءات مكافحة فى جميع مراحل السلسلة الغذائية، بدءا من مرحلة الزراعة إلى التصنيع إلى إعداد الطعام، سواء فى المنشآت الصناعية أو فى المنازل والبيئات المحلية. وذكرت المنظمة أنه جارٍ رصد المرض، خاصة أنه فى حالة انتقال بكتريا «إى كولاى» إلى الإنسان تتكاثر فى الأمعاء والجهاز الهضمى وبعدها يمكن أن ينقلها الإنسان إلى إنسان آخر. من جانبه أكد مصدر طبى بوزارة الصحة، فضل عدم ذكر اسمه، أنه حتى الآن لا توجد حالة إصابة مؤكدة بالمرض فى مصر، وأن ما تم اكتشافه، أمس الأول، هو حالة اشتباه فقط لسائح ألمانى، حيث أصيب بنزلة معوية حادة، وتم تحويله إلى أحد المستشفيات بمدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، وتم سحب عينة منه لتحليلها والتأكد من حقيقة إصابته بالمرض، ولم تظهر النتائج حتى الآن. وأضاف أنه سيتم حجز أى شخص قادم من ألمانيا فى مستشفى الحميات، فى حالة إصابته بأعراض المرض وأهمها الإسهال المدمم، أى المصحوب بالدم، وتتسبب «إى كولاى» فى تكسير كرات الدم الحمراء، ما يؤدى إلى الفشل الكلوى والوفاة، ولم يتم اكتشاف السبب فى ظهور تلك البكتريا حتى الآن. كما أوضح مدير مستشفى حميات إمبابة د.فتحى شبانة، أنه حتى الآن لم يتم احتجاز أى حالة قادمة من الخارج فى مستشفيات الحميات على مستوى الجمهورية، مؤكدا أن المستشفى على استعداد لاستقبال أى حالة عند ظهور المرض فى مصر. وقال إنه فى حالة ظهور أى حالة مرضية سيتم احتجازها فى قسم العزل الصحى والتعامل معها بحذر، مؤكدا توافر العلاج الخاص بالبكتيريا والأدوية والمحاليل الطبية و(الأمينوجلوبين) لرفع مناعة المصاب، كما تم توفير مذيبات الجلطات لعلاج أى حالات مصابة بالمضاعفات الخطيرة للمرض. فى حين أكد وكيل وزارة الصحة بالجيزة د.عبدالحليم البحيرى أن الجيل الجديد من البكتيريا الذى اكتشف مؤخرا فى ألمانيا وأدى إلى وفاة العديد من الأشخاص، علاجه متوافر فى مصر. أضاف البحيرى ل«الشروق» أن بكتيريا «إى كولاى» موجودة فى الخضراوات الورقية مثل السبانخ، والملوخية والجرجير، والخضراوات الثمرية مثل الخيار والكوسة، وأنها بكتيريا قديمة، وعلاجها معروف لدى الأطباء، موضحا أن البكتريا تنتقل للإنسان فى حالة أكل تلك الخضراوات بدون غسلها جيدا. وأوضح أن أعراض الإصابة ببكتيريا «إى كولاى» «إسهال مدمم»، ويمكن علاج المصاب فى حالة اكتشاف الإصابة فى المراحل الأولى منها، بالتوجه إلى مستشفيات الحميات لتلقى العلاج اللازم، بعد التأكد من إصابته بإجراء التحاليل الطبية، مضيفا أن وزارة الصحة اتخذت جميع الإجراءات الاحتوائية لترصد المرض؛ بهدف الاكتشاف المبكر لأى حالة مصابة لعلاجها، ومنع انتشار البكتيريا. وعن عدم انتقال البكتريا إلى مصر أوضح البحيرى أن أى بكتيريا من السهولة انتقالها إلى أى بلد مثل إنفلونزا الخنازير التى انتقلت لمعظم دول العالم، مشيرا إلى أن الحكومة حظرت استيراد الخيار أو بذوره من الدول التى ظهرت بها بكتيريا الإى كولاى. وأكد وكيل وزارة الصحة أن منظمة الصحة العالمية، لم تعلن أن بكتيريا الإى كولاى أصبحت وباء. فى السياق ذاته اتخذت وزارة الصحة إجراءات مشددة على الموانئ المصرية لمنع دخول الخضراوات الملوثة بالبكتيريا. ومن جانبها، قالت الدكتور عزة السعيد بيومى، أستاذ الميكربيولوجى المساعد بمركز بحوث الصحراء أن حدوث حالات تسمم فى سنوات سابقة بسبب تناول الخضراوات أو الفواكه فى مصر كان سببه سوء استخدام المبيدات أو إدخال مواد لا تضر الخضراوات، ولكنها تؤثر على صحة المستهلكين، أما النوع الذى ظهر من ميكروب الإى كولاى فلم يظهر فى مصر على الإطلاق، رغم وجود نوع «صديق» منه فى أجسام الإنسان والحيوانات بصفة عامة، وليس له تأثير على صحة المواطنين، ويتعايش مع الإنسان. وحول استيراد الخضراوات من الخارج، قالت إن مصر تستورد الخيار بنسب بسيطة من الأردن فقط، ولا تستورد أية أنواع من الخضراوات أو الفواكه من الخارج. ونصحت بضرورة غسل الخضراوات والفواكه بصفة عامة بالمياه بعد أن تنقع فى الخل والمياه جيدا؛ لأن هذا الإجراء البسيط يجنب المستهلكين مثل هذه الأنواع الغربية من الميكروبات التى قد يظهر غيرها فى ظل معاملات جديدة للنباتات والمحاصيل. لذا تنصح أيضا بضرورة غسل الخس والطماطم بالمياه ونقعها فى الخل جيدا، لوجود شبهات حول انتقال ميكروب الإى كولاى فيهما بخلاف الخيار.