أدعو للإنصات جيدا لهذا التفكير الجديد والابتعاد عن النظرة الأبوية للشباب»، هذه الدعوة أطلقها رئيس المجلس الأعلى للثقافة وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، عزالدين شكرى، رافضا تهميش الشباب الذى قام بالثورة، وإدعاء الأجيال الأقدم والنخبة بأنهم أقدر على بناء مصر الحديثة. ووصف شكرى النخبة فى مصر بأنها «غير فاهمة»، وأن «فرصتنا الوحيدة لننجو أن ننصت ونرى كيف يعمل العالم من حولنا بحيث تحدث النقلة بشكل سلس وليس فى شكل انفجارات متتالية». وعن الرؤية التى يتمناها لمصر، قال شكرى فى اليوم الأخير من «منتدى رؤى نحو نهضة مصرية حديثة» الذى نظمته جمعية المعماريين المصريين على مدار 4 أيام، «إنها مصر المتعددة التى تتعامل بإيجابية وفعالية مع الحداثة، وتصبح جزءا من العالم الذى تصفه بالظالم وتعيد صياغة علاقتها به ليصبح أقل ظلما»، واصفا مصر بأنها «قوس قزح بها تنوع واختلاف، وهذا يجب أن يكون جزءا من مصر الجديدة، بها مسلم ومسيحى وملحد وشيوعى وغيره، ولسنا مضطرين للاختيار بين أبيض وأسود». ورغم اتفاقه مع الحضور على أن الحكومة والمجلس العسكرى «لا يفهمون الثورة وماشيين على قديمه فى معظمهم»، إلا أنه اتهم الشعب والنخبة المصرية بأنهم لا يفهمون الثورة أيضا، داعيا المجتمع الذى غير النظام بنفسه إلى الانتقال من حالة الشكوى ومطالبة رأس النظام الجديد، إلى البدء فى تقديم المبادرات وعدم انتظار ما يقدمه المجلس العسكرى. وتساءل شكرى «أين الرؤية التى يخرجها المجتمع والقوى السياسية ومرشحو الرئاسة والائتلافات المختلفة؟»، مؤكدا أن من سيحرك العجلة «هو طرح رؤية للمرحلة الانتقالية منا نحن بحيث تنزل الناس للشارع وتبلور تحركا معينا، وأن تأتى الرؤية من المجتمع»، مضيفا «لو انتظرنا من الحكومة أو المجلس العسكرى أن يأتوا برؤية سنظل فى مكاننا». ومن جانبه قال ممثل جيل الشباب، الباحث بمعهد كارنيجى للسلام، محمد سيف، إن مصر بحاجة لإعادة تقييم أولوياتها، مع تحديد البرنامج والمرجعية والرؤية المطلوبة قبل تحديد الشخص الذى ستنتخبه ليقود القاطرة، مشيرا إلى أن مصر يجب أن تعمل على نماذج التنمية المتنوعة التى تشمل التمكين مع إتاحة الفرص للجميع بالتساوى، والرفاهية غير الشعبوية، وأخيرا النموذج التنموى.