أثار المخرج الدنماركي لارس فون تريير الحضور في مهرجان كان، اليوم الأربعاء، بفيلمه الذي يصور نهاية العالم، وبتصريحاته الفاترة التي أعرب خلالها عن تعاطفه مع هتلر. قال المخرج -55 عاما- خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش العرض الأول لأحدث أفلامه "ميلانكوليا" أو (كآبة): أفهم هتلر.. أعتقد أنه قام ببعض الأشياء الخاطئة.. أراه قابعا في مخبأه". وكادت التعليقات التي بدت مجرد مزحة تلقي بظلالها على الفيلم الذي يتناول قصة زوجين في منتصف العمر يواجهان نهاية العالم يجسدها تهديد من كوكب يدعى "ميلانكوليا"، على وشك الاصطدام الأرض. وصرح لارس فون بأن "ميلانكوليا فيلم لا يتعلق كثيرا بنهاية العالم، إنه فيلم عن حالة الذهن".. وأضاف: "لقد مررت ببعض مراحل الكآبة خلال حياتي؛ لذا أعتقد أن السبب وراء فعل هذا واضح". ويستلهم العمل سمات الرومانسية الألمانية، حيث تدور الأحداث على وقع موسيقى رائعة ريتشارد فاجنر "تريستان وإيزولده". يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي يهز فيها تريير مشاعر جمهور مهرجان كان بأعماله، بعد فيلمه "ضد المسيح" عن سيدة مصابة بالاكتئاب تهوى إلى الجنون. ولقد أثار الفيلم الذي عرض في دورة 2009 من مهرجان كان، حفيظة من شاهدوه خلال العرض الصحفي، حيث يضم مشهدا لثعلب ناطق، بالإضافة إلى مشاهد عنف وبتر أعضاء تناسلية مزعجة، ولا يخلو من قدر لا بأس به من الدماء أيضا. وكما كان الحال مع "ضد المسيح" تدور قصة ميلانكوليا حول سيدة مصابة بالاكتئاب. يأتي الفيلم أيضا بعد ما يزيد عن عقد من فوز فون تريير بالسعفة الذهبية، الجائزة الاولى للمهرجان، عن فيلمه "رقص في الظلام". ويعد "ميلانكوليا" تاسع مشاركة للمخرج في المهرجان، منذ فوز فيلمه الروائي "عنصر جريمة" بثاني أكبر جوائز المهرجان "الجائزة الكبرى" عام 1984. أما آخر أعماله، والذي ألقى الروع في نفوس كثير من النقاد بسبب مؤثراته البصرية المرعبة، فيجمع بين طاقم من كبار الممثلين، بينهم شارلوت لوسي جينزبرج وكريستن دانست. مرة ثانية وبأسلوب المازح على ما يبدو، يغوص فون تريير في وصف مسهب لعمله الجديد، والذي من المفترض أنه يدور حول اليقظة الجنسية لدى امرأة. كما أن فون كشف عن أن هناك شكوكا انتابته بشأن "ميلانكوليا" بعد أن شاهد عددا من المقاطع الأولية الصامتة للفيلم. وقال إنه فكر: "قد يكون محض هراء.. لكني آمل ألا يكون كذلك"، وأضاف للصحفيين: "لكن قد يكون هناك احتمال قائم أنه لا يستحق المشاهدة". وتبدو تصريحاته عن هتلر هي الأكثر غرابة. وقال ترايير في المؤتمر الصحفي: "إنني أفهم الرجل (هتلر)..هو شخص لا يمكن أن تصفه بالطيب؛ لا يمكن وصفه بالرجل الصالح". وأعلن المخرج الذي عانى من حالات اكتئاب متكررة، أنه ليس لديه مشكلة مع المجتمع اليهودي، ولكنه ليس سعيدا بإسرائيل، التي وصفها بأنها "مصدر ضيق" دائم.