بدأت مناظرة الدولة المدنية والدينية بجامعة القاهرة أمس الأول بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الثورة والفتنة الطائفية بحضور الدكتور أحمد أبوبركة ممثل الإخوان المسلمين والدكتور عمرو حمزاوى ممثل التيار الليبرالى وصلاح عدلى ممثل اليسار. وأجمع المتحدثون على رفض العنف بجميع أشكاله، وعدم اتهام جماعة دينية معينة بأنها وراء أحداث الفتنة الطائفية فى إمبابة أو محاولة تخوينهم. حمزاوى الذى كان ضمن لجنة تقصى الحقائق فى أحداث إمبابة انتقد الفراغ الأمنى، وعدم وجود حراسة على الكنائس، وتردى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية فى المنطقة ووصفها بالمأساوية «التى تسهل من تحريف الأفكار وتحض على التطرف»، وطالب بالمحاسبة القانونية العلنية لمرتكبى الفتنة. واعتبر أبوبركة أن هذه الجريمة نتاج طبيعى للاستبداد الذى عاناه المصريون طوال الثلاثين عاما، واتفق معه عدلى مستشهدا بعدم محاكمة أى مسئول عن أحداث مماثلة سابقة. محمود مسلم الصحفى الذى أدار المناظرة بكلية الطب ونظمتها أسرة شباب القصر الحر تساءل عن شكل النظام السياسى فى السنوات المقبلة وهل ستذهب مصر إلى دولة دينية أم مدنية، فاشتعلت أجواء المناظرة بين حمزاوى الذى رفض استخدام شعار الإسلام هو الحل فى العمل السياسى أو تكوين حزب على أساس دينى، وبين أبوبركة الذى نفى وجود تعارض بين الأديان والحرية قائلا «القضاء المصرى قال كلمته فى إنه شعار سياسى يتفق مع الدستور ولا يميز بين المصريين. إذ إن الشريعة لا تعرف التمييز بين الناس بسبب الدين» وتابع منفعلا: «أحزاب بلا مرجعية هى أحزاب بلا عقل». ووسط تصفيق حاد من الطلبة انتقد حمزاوى تدخل مجلس شورى الإخوان فى حزب العدالة والحرية التابع للإخوان فى اختيار رئيس ونائب الرئيس والأمين العام دون أخذ رأى مؤسسى الحزب، واعتبر هذا الموقف بعيدا عن الديمقراطية التى يتحدث عنها الإخوان، وهنا رد أبوبركة «الانتخابات بعد شهرين وهذه فترة انتقالية للحزب، لها طبيعة خاصة» ووعد بأن الحزب سيكون منفصلا عن الجماعة فى اتخاذ قراراته ومباشرة صلاحياته بعد تلك المرحلة التى وصفها بالصعبة. وعبر عدلى عن رؤيته فى ضرورة أن تكون المرجعية الأساسية للدولة هى الدستور المدنى والشعب باعتباره مصدر السلطات، ورفض المرجعية الدينية التى يتم فرضها فى إطار فهم فريق معين للدين، ونفى أن تكون الشيوعية ضد الأديان، لكنه استدرك قائلا: «معركتنا فى الأرض وليست فى السماء». ثم توالت أسئلة الطلبة المهاجمة لممثلى التيارات الثلاثة مما أضفى على المناظرة سخونة شديدة حتى النهاية.