هى خواطر كتبتها اثناء زيارتى لمصر و بعد معايشتى لاحداث ما بعد ثورة الخامس و العشرين من يناير بينما كان قائد الطائرة يستعد للهبوط فى مطار القاهرة كانت كل افكارى هناك فى ميدان التحرير و اذا ما كانت مصر و كل بقاعها قد اصطبغت بصبغة هذا الميدان كعادتى دائما حاولت اكتشاف الجانب الآخر المختفى لما تراه عينايا و تسمعه أذنايا لفت نظرى هذا الكم الهائل من الاعلام الذى يزين العربات و سيارات الاجرة و الحافلات تساءلت عما اذا كانت القلوب ايضا قد تآلفت و اتحدت كما اتحاد الوان هذا العلم و التى تحتضن النسر الشهير فى وسطها؟ سعدت بلقاء احبائى و اصدقائى و شعرت باختلاف نغمات ردود الافعال لما حدث يوم الثورة و ما تلاه من احداث حتى يومنا هذا نعم تباينت المشاعر و الاراء اختلفت لغة العواطف و احاديت العقول و كعادتى عبرت عن شعورى بالتفاؤل بل و رايت التباين و التضاد و الاختلاف ما هم الا اصوات نغمات موسيقية مختلفة الا انها كانت متجانسة ، و لما لا و هى تعبر عن قطاعات عريضة من شعب مصرنا الغالية و تخيلت لو انى اقف امام لوحة لا تحوى الا لونا واحدا و اذا ما كانت ستكون مسرة للعين ام انى افضل عنها لوحة متعددة الألوان و كان ترجيحى و تفضيلى هو بالطبع للوحة متعددة الالوان و هنا تساءلت ماذا و لو اصطبغت هذه اللوحة بصبغة ميدان التحرير التى ذكرتها قبلا تلك الصبغة السحرية التى اضفت لمعانا رومانسيا على وقائع هذه الثورة فى اسبوعيها الاولين لمعانا تركت معه أرواح الشهداء ترفرف فوق هذا الميدان و هى متنسمة لرائحة الرضا عن ما قدمته لأجل الوطن لقد كانت صبغة التحرير بحق صبغة عفوية و عميقة التاثير ذابت فيها جميع فئات المصريين انها صبغة الحب الحب الذى الف بين قلوب كثيرة اجتمعت فى ميدان واحد و اتفقت على هدف واحد يومها تناسى الكثيرون ما اعدوه من حلول تخرج بنا من عتبة ظلمات الفساد و كبت الحريات لنستمتع بآفاق الحرية هذا الفريق يقول ان هذا الطريق هو الحل و فريق اخر يقول لا بل ان ذاك الطريق هو الحل اما الفريق الثالت فهو يأخذ حلولا وسطية و يؤلف منها رأيا ربما سديا و يقول ان هذا هو الحل و بمرور الوقت لم تذب جموع التحرير فى بعضها لتمتزج مؤلفة بتنوعها صورة الثورة التى غنينا لها منذ زمن بعيد و اعدنا غناءها بعد ثورتنا هذه بل توقعقع البعض من جديد انها ارادة القدر ان نختلف انها سنة الحياة ان تتباين الافكار و رايت ان ارفع شعارا ليس بجديد شعار ان الحب هو الحل و ما هو الحب؟ ان الحب هو نبع المحبة التى تؤلف القلوب هى المحبة التى تتأنى و ترفق هى المحبة التى لا تطلب ما لنفسها هى المحبة التى لا تظن السوء هى المحبة التى لا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق هى المحبة التى لا تحتد هى المحبة التى تحتمل كل شئ و تصدق كل شئ هى المحبة التى ترجو كل شئ و تصبر على كل شئ هى المحبة التى لا تسقط ابدا سألنى رفيقى و انا اكتب هذه الكلمات، عن ماذا تتحدث؟ هل سيفهم الآخرون هذه؟ نظرت اليه برفق متسائلا و هل فهمناها نحن؟ أحلم بيوم لا نقول فيه نحن و انتم و هم، بل نتكلم فقط عنا نحن، نحن المصريين لقد وضعنا أنفسنا بارادتنا على أول الطريق و قوتنا هى فى حبنا بعضنا لبعض و فى تآلفنا و ما العقبات و المطبات الاصطناعية الا روح غريب علينا نحن المصريين أبناء هذا الوطن نعم تختلف الآراء و الاتجاهات و الملل الا اننا يجمعنا وطن واحد و العالم الآن ينظر الينا و ينتظر منا ان نكمل ما بدأناه هل سنستطيع اتمام العمل بروح التحرير ليرى العالم الكنز المحفور فى ضمائرنا؟ أعلم اننا سنكمله و نتممه فقط اذا طرحنا عنا روح الكراهية و الفرقة و البغضة الحب هو الحل