و أخيرا جاء الإعلان الدستوري، وجاء معه المعترضون كعادة هذه الأيام فدائما هناك معترضون. ولكن ما أدهشني انه في دائرة معارفي على الأقل أن الاعتراض جاء من أنصار رفض التعديلات الدستورية ، و كان من الأولى أن يأتي الاعتراض من قبل من وافقوا على التعديلات. والأكثر إدهاشا العبرات من نوع "خليهم يلبسوا مش قالوا نعم" إلى الآن لم افهم "يلبسوا" ليه وهل هذه شماتة أم ماذا، أرجو التذكر انه مركب واحد، و إذا بدأ بالغرق فيجب أن "يلبس" الكل " العوامات طبعا". و بعيدا عن تحليل الشماتة الغير مفهومه، من الأجدى والأنفع أن نناقش أسباب الرفض الذي انتقل من التعديلات الدستورية إلى الإعلان الدستوري. أول الأسباب التي سمعتها أن كل المواد منقولة من دستور فاقد الشرعية، و لا اعلم هل نسوا أم تناسوا أن الاستفتاء الذي انتهت نتيجته ب 77% موافقة كان على التعديلات الدستورية ولنضع تحت كلمه تعديلات كثير من الخطوط. الديمقراطية تتطلب النزول على رأى الأغلبية حتى و لو كانوا من الجهلاء و ليعذرني النعميون فانا منهم. ثان الاعتراضات كان " إيه العك ده " اعذروني الرجاء أن نكون محددين أكثر من ذلك فما تره عك يراه غيرك عين الصواب ويراه أخر صواب نسبي ثالث الاعتراضات وهو الأقرب للموضوعية في كل ما سمعته كان عن نسبه العمال والفلاحين في مجلسي الشعب و الشورى، و نعود لنفس المنطق في الرد على أول الأسباب، لقد وافقت اغلبيه الشعب على التعديلات و وافق معها ضمنيا على عدم تغير هذه المادة لأنها لم تشمل في التعديلات. وأخر الأسباب التي سمعتها، و بالتأكيد أنني لم اسمع جميع الآراء، أن "جحا" المصري قام بتغير بعض المواد التي وافق الشعب عليها، بالرغم انه لم يكن من الموافقين على أي حال، والتغير كان في الدباجه فقط دون المساس بالمعنى "يا لهوي أنا أولت المساس". ثم أن هذا التغير في الدباجه كان للتأكيد على وضع دستور جديد بعد انتخاب المجالس النيابية، والذي كان طلب رافضي التعديلات بالأساس. والتغير الثاني كان باستبدال كلمه " الرئيس" بكلمه " المجلس الأعلى للقوات المسلحة" في بعض المواد و هذا من الطبيعي لان عند انتخاب مجلس الشعب والشورى لن يكون هناك رئيس. وسبب الدهشة التي ذكرتها في البداية أن الجيش أعلن قبل الاستفتاء انه سيتم إعلان دستوري في الحالتين و كان هذا بالأساس لأزاله المخاوف من سيطرة ديكتاتور جديد و يحطم أحلام الملاين في دستور جديد يقلص سلطات الفرعون، وكان هذا بالأساس لإرضاء الرافضون للتعديل، لهذا أرى إن كان هناك معترض فالأولى أن يكون من من وافقوا على التعديل. نعم كان من الأفضل أن يستفتى الشعب على هذا الإعلان بدلا من الاستفتاء على التعديلات. هذا نتاج حاله التخبط السياسي التي تعيشها مصر بل الكثير من الدول العربية. فكيف للجيش ألا يتخبط وقد تخبط حتى الانهيار من اعتقدنا أن جذوره امتدت من مصر الجديدة حتى الهرم الأكبر ليستمد قوته من خوفو. من الطبيعي جدا أن يتخبط اى سياسي يحاول إدارة البلد حاليا لإرضاء العدد الأكبر من الشعب بجميع طوائفه و اتجاهاته. لم أكن مرتاحا لوجود الجيش في السلطة و مازلت، ولكني مقتنع انه الحل الوحيد لذا وافقت على التعديلات لأتخلص منه في اقرب وقت. بدأت الآن أشفق على الجيش و كما شبهه زميلي أمير طاهر بقصه جحا وابنه والحمار والناس الذين لا يعجبهم العجب " ....